Dec 10, 2014 | Passage au crible (arabe), الأمن, المنشورات, نظريات العلاقات الدولية
مقال: جان جاك روش Jean-Jacques Roche
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°120
Source: Wikipedia
نظمت فرنسا في 5 ديسمبر 2013 في جمهورية أفريقيا الوسطى عملية سانغاريس العسكرية ، السابعة منذ استقلال البلاد في عام 1960. وصل الجيش الفرنسي إلى بانغي مع مهمة السيطرة على ميليشيات السيليكا (المسلمين) الذين استولوا السلطة وضاعفوا الانتهاكات ضد البالاكا (المسيحيين). كما كان من المنتظر أيضا تمهيد الطريق لتشكيل قوة دولية بعدما وافقت الأمم المتحدة على تشكيليها في نفس اليوم (ميشكا).
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
ابتعد اليوم طيف الإبادة الجماعية في رواندا. ومع ذلك، يظل 2.5 مليون من سكان افريقيا الوسطى يعتمدون على المساعدات الإنسانية. كما يقدر عدد النازحين بمئات الآلاف. وفي الوقت نفسه، انتشرت قوات فرنسية أخرى في تشاد المجاور لإفرقيا الوسطى في إطار جهاز بارخان. يأتي ذلك عقب عملية سيرفال التي نظمت في مالي لمحاربة الإسلاميين الإرهابيين والمهربين والانفصاليين، والذين يهدد تحالفهم استقرار منطقة الساحل كله. في الوقت الذي تنكر باريس مواصلة الممارسات الموروثة من الفترة الاستعمارية وأداءها دور الشرطي، تبرر وجودها في المنطقتين باعتبارات مختلفة: يندرج أول تدخل تحت مبدأ مسؤولية الحماية، في حين أن الثاني يحترم ببساطة اتفاقيات التعاون.
الإطار النظري
وتندرج هذه التبريرات تحت اتجاهين متميزين – وحتى متعاكسين – في نظريات العلاقات الدولية.
1. مسؤولية الحماية. ظهرت في 2001 بعد عمل اللجنة الدولية المعنية بالتدخل والسيادة، حيث عقب هذا المفهوم المفاهيم السابقة كالتدخل، الواجب وحق التدخل. يعكس التطور الدلالي نضوج مشروع ظهر في أوائل الثمانينات نتيجة اقتران أربعة ظواهر. مكنت البحوث الأكاديمية في البداية تقارب المناهج الواقعية (استنادا إلى عمل كينيث والتز وريتشارد أولمان) وحفظ السلام الاسكندنافية (يوهان غالتونغ) من خلال فكرة “الأمن الاجتماعي”. تم إعادة وصف المفهوم بسرعة من طرف لجنة الأمم المتحدة (بالمه، برونتلاند، براندت …) باعتماد “الأمن العالمي”، وهو المصطلح الذي سيعتمد بعد ذلك رسميا من قبل المؤتمر الذي تناول العلاقة بين نزع السلاح والتنمية سنة 1987. يتمثل العنصر الثالث في تطور الدبلوماسية حقوق الانسان التي عارضت القانون الإنساني إلى حد كبير عندما حاصر الأطباء الفرنسيين وزارة لحقوق الإنسان وسهلوا اعتماد القرارين الأولين للجمعية العامة حول التدخل (43/131 و 45/100). وأخيرا، ساهمت المواقف الدبلوماسية للقوى المتوسطة مثل كندا لصالح “التحرر من الخوف” (غاريث إيفانز، لويد أكسوورثي) واليابان المساند “للتحرر من الحاجة” (أوغاتا ساداكو) إلى حد كبير في التحول من جدول الأعمال الدولي . ساعد سقوط جدار برلين كحدث رمزي على تسليط الضوء على التقارب بين هذه الاتجاهات العالمية الأربعة التي أشار لها مؤلفو الليبرالية بظهور “عالم ما بعد ويستفاليا”. بالاستعاضة عن “كرات البلياردو” -التي ترمز لأرنولد ولفرز للعلاقات بين الدول المرتبطة بالمصارعين الهوبزيين – بشبكة العنكبوت لجون بورتون أو الشبكة لنوربرت إلياس، يهدف أتباع هذا العالم الجديد لإيجاد بديل للمنطق الفيبري حول الدول، لتضامن المجتمع المدني لدوركهايم المتحرر من أي ولاء وطني حصري. ولكن سرعان ما حل مكان التدخل “حق التدخل” (قرار 770 لعام 1992)، ثم ” واجب المساعدة الإنسانية “. ويبدو أن هذا المبدأ كان يصبو لدفن مبدأ يعارض واجب أخلاقي (المساعدة الإنسانية) مع القانون الوضعي
للدول قبل أن تقوم اللجنة الدولية المعنية بالتدخل وسيادة الدول بإضفاء الطابع الرسمي على شروط التعايش بين الالتزام بتقديم المساعدة للناس في حالة الطوارئ (“واجب عدم التدخل يتوقف حيث يبدأ خطر عدم المساعدة “، وفقا لفرانسوا ميتران) واحترام سيادة الدول. تم الاعتراف بالمبدأ رسميا في عام 2005 بموجب الفقرتين 138 و 139 من الوثيقة الختامية لقمة الذكرى الستون للأمم المتحدة، كما اعتمد مبدأ مسؤولية الحماية في سبتمبر 2009 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنت بتوافق الآراء القرار A / RES / 63 / 308.
2. الامتثال للتقليد الواقعي. تتفق عمليات سيرفال وبارخان التي أجريت بالتوازي مع عملية سانغاريس مع تقاليد المدرسة الواقعية. تندرج مبرراتها في الواقع بوضوح ضمن الإطار التقليدي للعلاقات بين الدول. تستند الحجة الأولى على طلب المساعدة من دولة حليفة والحق في الدفاع عن النفس الجماعي المعترف به بموجب المادة 51 من الميثاق. بما أن هذا الدعم ينسجم مع اتفاقيات الدفاع التي أبرمتها فرنسا مع العديد من مستعمراتها السابقة في أفريقيا، فليس من الضروري استخدام أي حجة نظرية لأن أي عدم اتخاذ إجراءات قد يتم تفسيره على أنه مظهر من مظاهر استراتيجية التجنب وعدم الامتثال للالتزامات. وفي الوقت نفسه، توضح مسؤوليات فرنسا التاريخية نحو مستعمراتها السابقة استخدام الخطاب الكلاسيكي لل”رتبة” والدفاع عن “القيم” التي تعتمده عن طريق قواتها المسلحة على حد سواء “كدرع “و” علم ” لطموحات قوتها. على هذا النحو، يعبر جون ميرشايمر عن هذه البعثات البعيدة والباهظة الثمن بمفهوم “نكبة القوى العظمى” الملزمة بالتدخل لتبرير مركزها. وأخيرا، فإن الاحتجاج بالمخاطر الأمنية هو جزء من الواقعية الجديدة التي استبدلت القوة بالأمن كأساس المؤسسات الدولية ( جلاسر، غريكو …). حيث تعتبر أوضاع الدول الفاشلة بالإجماع مصدرا رئيسيا لانعدام الأمن العالمي (الدفاع الكتاب الأبيض عام 2013، واستراتيجية الأمن الأوروبي 2003 و 2008 …)، وهذه التدخلات يمكن بسهولة أن تبررها مصلحة فرنسا في استقرار هذه المناطق الرمادية المرجح أن تمثل في المدى القصير تهديدا مباشرا لأمنها.
تحليل
كيف يمكننا التوفيق بين هذين النهجين المتناقضين من الناحية النظرية، ولكن المفهومين دبلوماسيا. يمكن ذكر ثلاث نقاط هنا. من الواضح أولا أننا نواجه حالات متباينة تتطلب حلولا مختلفة. مثل كندا التي يمكنها إجراء سياسات قائمة على الأمن الإنساني في جميع أنحاء العالم والدفاع عن حقوقها البحرية في الممر الشمالي الغربي بحجج واقعية ، تعتزم فرنسا لاستدعاء قيمها ومصالحها للقيام بعمليات – متكاملة أكثر من أن تكون متناقضة – في المناطق التي لا تتطلب نفس الأجوبة. ثانيا، تم دمج مبدأ اللعبة الليبرالية القائمة على مستويين two-level game الآن في الواقعية (الكلاسيكية الجديدة) والذي يعترف بتأثير الاعتبارات المحلية على الممارسات الخارجية. وهكذا، فإن دعم الرأي العام الضروري في أي عملية من المتوقع أن تدوم مثل بارخان تتوجب من جهة أخرى نوعا من التدخل الإنساني مثل سانغاريس في أفريقيا الوسطى. وأخيرا، تمكن الليبراليون والواقعيون من تخفيف معارضتهم نظرا لأن مفهوم الأمن العالمي – الذي يمثل الأمن البشري أحد مكوناته – يتطلب الأخذ بعين الاعتبار سلامة كل فرد. ومع ذلك، لا يمثل هذا الشرط الضروري للأمن العالمي عنصرا كافيا. في الواقع، يجب علينا الآن أن إقامة توازن جديد بين الحق الطبيعي لأمن الفرد ومطالب القانون الوضعي دون الإشارة إلى الممارسات السابقة.
إذا استمرت مشكلة الاتساق، فيبدو تكاثر التدخلات الإنسانية التي ينادي بها الليبراليون كسبب عدم الاستقرار، في حين أن الواقعية تبني السلام على توازن التهديد. عن طريق إعادة اختراع الحرب العادلة، وينبغي النظر للأسباب الليبرالية الآن كتهديدات لسلام الدول، والتي تم اكتسابها عن طريق نسيان (وتضحية) المجتمعات المدنية. بين الشرين، من الواجب اختيار الأهون، لكن ليس من المؤكد من أن السلام سينتج من تقارب المذهبين الذين يعتبران القوة بأنها ضرورية لسلام الدول (الواقعية)؛ والذي يمكن التضحية به عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة للناس في حالات الطوارئ (الليبرالية). يجدر بنا لتجنب الآثار السلبية لهذا التقارب أن نهتم بتعاليم المدرسة الحرجة، مع كين بوث، التي تحذر من المخاطر الرئيسية الثلاثة على السلام العالمي 1) عبادة حالات الطوارئ Presentism))، 2) العدالة الانتقالية (culturalism)، و 3) والحياد العلمي المزعوم.
المراجع
Booth Ken, « Human Wrongs and International Relations », International Affairs, 71 (1), 1995, pp. 103-126
Glaser Charles L., « Realist as Optimist. Cooperation as Self help », International Security, 19 (3), Winter 1994-1995, pp. 50-90
Jeangène-Vilmer Jean-Baptiste, La Guerre au Nom de l’Humanité. Tuer ou Laisser Mourir, Paris, PUF, 2012
Roche Jean-Jacques, « La Société Civile et la Guerre », in : Josepha Laroche, Yves Poirmeur (Éds.), Gouverner les Violences. Le processus civilisationnel en question, Paris, L’Harmattan, 2013, pp. 231-246
Ullman Richard, « Redefining Security », International Security, 8 (1), Summer 1983, pp. 129-153
1. اسم فراشة افريقية
Nov 25, 2014 | Passage au crible (arabe), البيئة, الممتلكات العامة اﺍلعالمية
مقال: وايتنغ تشاو Weiting Chao
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°119
Source: Wikimedia
تظاهر مئات الآلاف من الأشخاص في 21 أيلول عام 2014 في المدن الرئيسية في جميع أنحاء العالم لدعم مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. تنظمت المسيرة التي كان يترأسها أساسا المنظمة غير الحكومية آفاز في 158 دولة حول أكثر من 2700 حدث. وعلاوة على ذلك، فقد حشدت الكثير من السياسيين والخبراء والمشاهير مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور، رئيس مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، عالم الأنثروبولوجيا جين غودال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وزير البيئة الفرنسية سيغولين رويال والممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
بدأت المناقشات حول موضوع إدارة المناخ في أواخر الثمانينات نتيجة للبيانات العلمية حول تغيير تكوين الغلاف الجوي. تم التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في القمة العالمي بريو في عام 1992. واستنادا إلى – اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، تم تبني بروتوكول كيوتو في عام 1997 الذي يهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والغازات الدفيئة. اعتمدت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية ودخل البروتوكول حيز التنفيذ في فبراير 2005. يمثل هذا الأخير الاتفاق العالمي الوحيد الذي يفرض التزامات على الدول الصناعية. ومع ذلك، مثل رفض الولايات المتحدة المصادقة عليه في عام 2001 عقبة أمام تنفيذه. لهذا السبب، يبقى توقيع أي معاهدة جديدة في مرحلة ما بعد كيوتو صعبا. تبعا للبرنامج الذي وقع في عام 2007 في بالي، كان من المنظر أن توقع الدول على اتفاقية نهائية جديدة في كوبنهاغن في عام 2009. ومع ذلك، على الرغم من التوقعات والضغوط، بما في ذلك من طرف المجتمع المدني، لم يحرز أي تقدم كبير في القمة. خلال المؤتمر الذي عقد في الدوحة في ديسمبر 2012 (COP 18)، تم تمديد بروتوكول كيوتو حتى عام 2020، في حين تم تأجيل اعتماد اتفاق عالمي جديد لعام 2015. وخلال COP 19، الذي عقد في وارسو في عام 2013، قاطعت المنظمات البيئية غير الحكومية لأول مرة مؤتمرا للتنديد بالجمود في العملية وهيمنة الشركات الكبرى في مسار المفاوضات.
اجتمع يوم 23 سبتمبر عام 2014 أكثر من 120 من رؤساء الدول والحكومات بمناسبة قمة الأمم المتحدة في نيويورك من أجل إعادة إطلاق مشروع اتفاق حقيقي يدخل قيد التنفيذ قبل عام 2020. قبل يومين من القمة، تم تنظيم مسيرات في جميع أنحاء العالم، مثل لندن وبرلين وباريس وستوكهولم وروما ونيودلهي، ملبورن و ريو دي جانيرو. تظاهر الآلاف من الناس مع المنظمات غير الحكومية. جمعت في نيويورك أكبر مسيرة تم تنظيمها أكثر من 300 ألف من المشاركين، وانقسمت الى ست مجموعات كل يدافع عن مواضيع مختلفة. ظهر في الخط الأمامي ممثلو الشعوب الأكثر ضعفا والأكثر تضررا من تغير المناخ.
الإطار النظري
1. الدينامكيات الفردية. تتمثل في شبكات الناس العاديين النظمين في نطاق مجموعات معينة. وفقا لجيمس روزنو، إذا تمت دراسة العامل الفردي، نلاحظ أن شعور الخضوع والولاء للأفراد والجماعات لسلطات الدولة يشهد ضعفا. كما نلاحظ في الوقت نفسه أن قدرتهم على التجاوب و الشعور بالقلق بسبب المشاكل الدولية يزداد. ولذلك يجب التأكيد اليوم على أن النظام الحكومي يتعايش مع عملية مركزة متعددة الأطراف. لقد دخلنا فترة من “الاضطرابات العالمية” حيث يلعب المواطنون في بعض الأحيان دورا حاسما في الساحة العالمية. توضح هذه الظواهر ثورة المهارات اللازمة للنشاط. مما يدعونا لإعادة تقييم دور كل منها، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يشير له روزنو بخلط الكبير والصغير mixing micro-macro.
2. السمعة الدولية. يشير هذا المفهوم إلى الناس الذين يستفيدون من صفاتهم الشخصية الخاصة و مهاراتهم لاكتساب هيبة وسمعة تسمح لهم من التدخل في القضايا الدولية لدرجة منافسة الدول في بعض الأحيان. ذكر أيضا روزنو هذا المفهوم القريب من المواطن المؤثرين.
تحليل
على الرغم من الصعوبات التي تواجه تنفيذ تدابير جديدة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، ازداد مستوى الوعي بشكل ملحوظ منذ التسعينات. أصبح المواطنون أكثر انخراطا في السياسة البيئية بفضل مبادرة من المنظمات غير الحكومية والخبراء ووسائل الإعلام الدولية. ساهمت في كثير من الأحيان المؤتمرات والأنشطة المدنية من تسريع عملية التفاوض خلال المؤتمرات. تجدر الاشارة خلال COP15 في كوبنهاغن في عام 2009، لتجمع نحو 3000 شخص خارج مركز بيلا حيث عقد الاجتماع من أجل عقد “مجلس الشعب” مع المنظمات غير الحكومية وممثلين آخرين. ازداد تأثير العامل الفردي في العقود الأخيرة مع الإنترنت من دون شك. وبالفعل، تمكن هذه التكنولوجيا الملايين من الناس في التفكير في توحيد بسرعة وجهة تشكيل ديناميكية جماعية قوية. وبالتالي، لا تمثل آفاز على سبيل المثال إحدى المنظمات غير الحكومية البيئية، ولكنها منصة عالمية للشبكات الفردية مع خصائص حركة ذات طابع مؤسسي ضعيف ودون سلطة هرمية. تستمد قوتها أكثر من إمكانية تجميع وتضافر العديد من المنظمات غير الحكومية والمجتمعات والأفراد في الشبكات. يمثل هذا الاتحاد الجماعي أفضل ضمان كفاءة ليستمع لهم من طرف الدول التي تسعى بشكل متزايد في للحوار مع مواطنيها. يتم التعامل مع هذا النوع الجديد من التعاون باعتباره استراتيجية محددة لتحسين مشاريع الحد من انبعاث الغازات الحرارية والتكيف مع تغير المناخ.
لا يمثل المتضاهرون المتميزون بشهرتهم ومعرفتهم متخصصون في تغير المناخ، ولكن نخبة دولية تستفيد من ظهور إعلامي قوي لدرجة أنهم يمتلكون في بعض الحالات سلطة أقوى من العديد من الحكام. يتميز هؤلاء الأفراد – مثل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بلدية نيويورك، أو أحد نجوم هوليوود – بالقدرة على تعبئة وسائل رمزية على الساحة الدولية. يستمد هؤلاء الأفراد شرعيتهم ليس فقط من أنفسهم ولكن أيضا من المؤسسة التي تشملهم. يوضح التزامهم في الحركة الدولية لمنظمة آفاز قدرتهم على العمل لصالح مكافحة تغير المناخ. وبالتالي، تحصل الممثل ليوناردو دي كابريو الملقب “برسول السلام” من طرف منظمة الأمم المتحدة على ائتمان رمزي ومؤسسي يسمح له بالدفاع عن الشعوب والتحدث باسمها. وبالمثل، بثت هذه الشخصيات للعالم رسالة عاجلة لاتخاذ إجراءات ضد هذا التهديد العالمي بمشيها مع الشعوب المتضررة من تغير المناخ.
تهدف هذه التعبئة غير المسبوقة من طرف المجتمع المدني لتذكير رؤساء الدول بمشاكل تغير المناخ التي تحتاج إلى معالجة بشكل كبير. يستطيع الآن الملايين من الأفراد القادرين على تجميع أنشطتهم من ممارسة ضغط ذو آثار كبيرة في بعض الأحيان على الدول التي تواجه ضعفا وتحديات متزايدة. خلال الاجتماع الذي سيعقد في ليما في ديسمبر 2014، سيتم تطوير مشروع أول لاتفاق عالمي سيعتمد في باريس من قبل جميع البلدان في قمة عام 2015.
المراجع
Chao Weiting, « Le triomphe dommageable des passagers clandestins. La conférence de Doha », in: Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2012, Paris, L’Harmattan, 2013, pp. 111-115.
Chao Weiting, « Le boycott des ONG, une diplomatie offensive. La conférence de Varsovie sur le réchauffement climatique », in: Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2013, Paris, L’Harmattan, 2014, pp. 143-147.
Ford Lucy, « Challenging Global Environmental Governance: Social Movement Agency and Global Civil Society », Global Environmental Politics, 3 (2), 2003, pp.120-134.
Laroche Josepha, Politique Internationale, 2e éd.,Paris, L.G.D.J Montchrestien, 2000, pp.176-201.
Le Monde, « New York fait ville pleine contre le réchauffement climatique », 22 sept. 2014.
Rosenau James, Turbulence in World Politics: A Theory of Change and Continuity, Princeton, Princeton University Press, 1990.
Nov 16, 2014 | Passage au crible (arabe), أفريقيا, الصحة العامة العالمية
مقال: كليمون بول Clément Paule
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°118
Source : Wikipedia
تم تأكيد الإصابة الأولى بفيروس إيبولا خارج أفريقيا في 6 أكتوبر 2014: مس المرض ممرضة اسبانية أثناء مشاركتها في رعاية أحد المواطنين المبعوثين الذي أعيد مباشرة إلى مدريد. تجدر الاشارة إلى أن هذا الإعلان قد أتى بعد أيام فقط من تشخيص حالة أخرى في الولايات المتحدة، والمتمثلة في حالة ليبيري قدم إلى دالاس من مونروفيا. يمثل الوباء الذى مس حتى الآن بشكل أساسي ثلاث دول – غينيا كوناكري وليبيريا وسيراليون – تهديدا فوريا يمكن أن يتم تصديره في جميع أنحاء العالم؛ خاصة بعد تحديد أعطال في أنظمة وإجراءات الفحص والرعاية في كل من إسبانيا وتكساس. لدرجة أن وسائل الإعلام الدولية تتحدث عن هوس متزايد للسكان أمام الإصابة بوباء يتميز بأعراض نزيف ومعدل وفيات عالي. عدت الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في 2 نوفمبر عام 2014 4951 حالة وفاة من أصل 13567 حالة مرض تقع في المقام الأول في غرب أفريقيا. لذلك يجب أن نخلص إلى أن إدارة هذه الأزمة الصحية قد أصبحت قضية سياسية كبرى، بما في ذلك في الدول التي لا تتأثر مباشرة بالوباء.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
اكتشف فيروس إيبولا في عام 1976 في وقت واحد في الزائير سابقا – 280 حالة وفاة لكل 318 حالة موثقة – و في السودان. ينتمي الفيروس إلى عائلة الفيروسات الخيطية التي تنقسم إلى خمسة أنواع مختلفة، بما في ذلك سلالة الزائير التي تمثل أصل هذا الوباء في عام 2014. رغم عدم تحديد آليات انتقال هذا المرض الحيواني للبشر – الذي تمثل خفافيش الفاكهة بيئته الطبيعية –، فقد سجلنا عدة حلقات من التلوث الكثيف خلال العقدين الأخيرين. نذكر على سبيل المثال الأزمات العشرين في الغابون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب أفريقيا وأوغندا التي أودت بحياة المئات من الضحايا. يتمثل المرض – الذي تتراوح فترة حضانته بين يومين و ثلاثة أسابيع – عادة في حمى نزفية حادة تخثر الدم وتسبب فقدان مناعة شديد، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الصدمة النهائية مع توقف أعضاء متعددة مما يؤدي إلى الموت. أمام غياب أي علاج أو لقاح معتمد، يجب على الرعاية تقليل خطر العدوى عن طريق الاتصال المباشر مع سوائل الجسم والأنسجة للفرد المصاب.
ووفقا للدراسات الوبائية، بدأت الأزمة الصحية التي تمس حاليا غرب أفريقيا في ديسمبر سنة 2013 : يتمثل المريض رقم صفر في طفل عمره سنتين، توفي في قرية في جنوب شرق غينيا- كوناكري تقع على حدود ليبيريا وسيراليون. ومع ذلك، فسوف ننتظر حتى مارس 2014 للاعتراف بالوباء في الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس في ليبيريا. بعد فترة هدوء قصيرة في نهاية شهر أبريل، لاحظنا انتشار الوباء من جديد في مايو وامتداده إلى سيراليون ونيجيريا والسنغال. أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم 8 أغسطس عام 2014 حالة “طوارئ الصحة العمومية ذات البعد العالمي” ودعت إلى تعبئة دولية واسعة النطاق أمام ارتفاع عدد الضحايا وعدم قدرة السلطات المحلية على السيطرة على الوضع.
الإطار النظري
1. الاظهار المفاجئ للأزمة. على الرغم من عدة تحذيرات قليلة التداول حول تدهور الوضع الصحي في غرب أفريقيا، أثار تصدير الوباء لأول مرة تغطية إعلامية مفرطة مما دفع بعض صناع القرار أمام حالات الطوارئ لوضع بعض الأجهزة غير المناسبة.
2. التلاعب الخطر بالذعر المعنوي. تم تحديد هذا المفهوم من قبل عالم الاجتماع ستانلي كوهين عندما تمثل حالة أو حدث أو شخص أو جماعة تهديدا لمصالح وقيم مجتمع ما. في هذه الحالة، يسمح هذا المفهوم أن نفهم سلسلة من ردود الفعل غير المتناسبة أو التمييزية للوباء.
تحليل
إذا كان من الضروري التأكيد على الطبيعة غير المسبوقة لهذه الظاهرة التي مست غرب أفريقيا و بذلك المناطق الحضرية – في حين انحصرت الحالات السابقة في المناطق الغابية المعزولة نسبيا من أفريقيا الوسطى –، تجدر الإشارة إلى الاستجابة المتأخرة بسبب جمود المنظمة الصحة العالمية بسبب التقليل من التهديد. أشارت التنبيهات المتكررة لمنظمة أطباء بلا حدود إلى انهيار منتظر للنظم للصحية الضعيفة في ليبيريا وسيراليون بسبب سنوات من الحروب الأهلية العنيفة. واجهت الدول المتضررة تحدي سكانها إلى جانب نقص المختصين – تملك ليبيريا في بداية 2014 خمسين طبيبا لمعالجة 4.3 مليون نسمة – إضافة إلى العدوى المكتسبة من المستشفيات. في غينيا، أشارت الفرق الطبية إلى حالات هروب متعددة عند اقترابها واتهامها بنشر الفيروس: تم قتل ثمانية أشخاص كانوا يؤدون أنشطة التوعية في جنوب البلاد لهذا السبب في منتصف شهر سبتمبر عام 2014. وبالإضافة إلى ذلك، أدت تدابير الطوارئ العاجلة للحكومات في ليبيريا وسيراليون – عسكرة حظر التجول وفرض الحجر الصحي في أحياء بأكملها، وحرق الجثث الإلزامي لجميع الموتى، وإغلاق الحدود – إلى قيام أعمال الشغب في الأحياء الفقيرة. نذكر على سبيل المثال مهاجمة مركز للمعالجة بمونروفيا في أغسطس من قبل متظاهرين مسلحين رافضين تواجد المرضى، مما تسبب في تشتت المرضى وسرقة بعض الأدوات التي قد تكون ملوثة. تندرج مواقف الرفض هذه في التاريخ الحديث للمجتمعات المنقسمة نظرا للصراعات الشديدة التي أفقدت السلطات المركزية مصداقيتها؛ والتي لا تتمكن من التواصل بعقلانية حول الخطر وتبرر ضرورة مراقبة الحركة.
ومن الواضح أن هذه الأجهزة ضرورية لكنها بالكاد مقبولة، وهي قادرة على التأثير سلبيا بسبب الوباء على الاقتصاد مما ينتج خسارة يمكن أن تقدر بمئات الملايين من الدولارات. إذا كانت الاختلالات المالية – زيادة مفاجئة في الإنفاق على الصحة العامة وانخفاض عائدات الضرائب – وانخفاض الإنتاجية هي بالفعل واضحة، ستكون العواقب في الغالب غير مباشرة وفقا لدراسة أجراها البنك الدولي، الذي يسلط الضوء على الديناميكيات الاجتماعية التي يولدها عامل الخوف، أي الخوف من العدوى. نذكر على سبيل المثال إغلاق محطات النقل و أماكن العمل، تباطؤ قطاع التعدين – المحرك الرئيسي للنمو – و القطاع الزراعي – في سياق يتميز بانعدام الأمن الغذائي – مما أدى إلى نقص السيولة وتضخم الأسعار. كما تفاقمت هذه الاضطرابات بفعل إيقاف الخطوط الجوية مع البلدان المتضررة، المقررة من قبل معظم الشركات – كالخطوط الجوية لبروكسل ، خطوط الجوية أريك والخطوط الجوية البريطانية – على الرغم من طلبات الأمم المتحدة، مما يعقد إيصال المساعدات. تبعا لهذا المنطق، فمن المهم التساؤل عن فعالية إغلاق الحدود – المعروفة بسهولة اختراقها – التي طبقتها دول المنطقة مما يمكن أن يحفز الشبكات الغير قانونية الخارجة عن نطاق السيطرة.
تم وضع جدول أعمال متأخر لادارة الأزمة الصحية متميزا بمجموعة من الممارسات والخطابات القائمة على الخوف نظرا لصفتها المفاجئة والمثيرة للقلق. هذا راجع كذلك لأن فيروس إيبولا قد ألهم نوع من أفلام الكوارث – مثل Outbreak (1995) أو 28 Days Later (2002) – و الأعمال الأدبية أيضا، بما في ذلك The Hot Zone ، من أكثر الكتب مبيعا لريتشارد بريستون والذي نشر في عام 1994. يجد وبالتالي الوباء المندلع في غرب أفريقيا صدى خاص في مخيلة العديد من المجتمعات مما يدفعنا لتجنب المنهج المركز على فهم آليات عمل ونقل هذا المرض. اضافة إلى الظهور المتوقع لنظريات المؤامرة، تكمن الصعوبة أساسا في استغلال الهلع الأخلاقي المحتمل من قبل الجهات السياسية لتبرير تدابير تمييزية. أصبحت الأزمة قضية في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة؛ حيث طالب عدد من المرشحين الجمهوريين بإغلاق منهجي للحدود والحجر الصحي بعد حادث دالاس. وعلاوة على ذلك، فإن القرارات المتعاقبة للحكومات الاسترالية والكندية – التي لم تسجل حتى الآن أي حالات على أراضيها – نهاية أكتوبر بوقف إصدار تأشيرات الدخول لمواطني البلدان المتضررة تشارك أيضا في هذا المنطق الانعزالي الذي استنكرته حكومة سيراليون في الكومنولث. لذلك فان هذه التدابير التمييزية تحجب حقيقة أن مكافحة هذه الآفة العالمية تتمركز بشكل رئيسي في غرب أفريقيا. وفي مواجهة هذا التهديد الفيروسي، يجب على المسؤولين الآن أخذ بعير الاعتبار فكرة الاحتواء المادي للوباء الذي لا يزال ممكنا في الوقت الذي يتميز بتكثيف غير مسبوق من للتدفقات الدولية للسلع والناس.
المراجع
Cohen Stanley, Folk Devils and Moral Panics: The Creation of the Mods and Rockers, MacGibbon & Kee, Londres, 1972
Site de l’UNMEER (United Nations Mission for Ebola Emergency Response) :
http://www.un.org/ebolaresponse/mission.shtml – 20 octobre 2014
World Bank, The Economic Impact of the 2014 Ebola Epidemic: Short and Medium Term Estimates for West Africa, Washington D.C., World Bank Group, 7 oct. 2014, consulté sur le site de la Banque mondiale : http://www.worldbank.org – 22 octobre 2014
Nov 15, 2014 | Passage au crible (arabe), أفريقيا, الأمن, الديبلوماسية
مقال: فيليب هيجون Philippe Hugon
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°117
Source: Wikimedia
قادت حركات الشباب في بوركينا فاسو في أواخر تشرين الأول عام 2014 لرحيل الرئيس بليز كومباوري بعد توليه السلطة منذ عام 1987. مع ما يقرب من 500 ألف شخص في الشوارع، عارض سكان واغادوغو منذ يوم الثلاثاء 28 أكتوبر التعديل الدستوري الهادف لإبقائه في السلطة. أصبح من الواضح أن هذه المحاولة تدخل في نطاق نفس التلاعبات الدستورية التي ارتكبت في الجزائر (2008) وأنغولا (2010) والكاميرون (2008)، وجيبوتي (2010) والغابون (2003)، وأوغندا (2005)، والتشاد (2009)، وتوغو (2002) و المخطط لها في بوروندي، والكونغو برازافيل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
عرفت فولتا العليا التي أصبحت بوركينا فاسو في عام 1984، والتي شهدت بعد الاستقلال مجموعة من الانتخابات الرئاسية والانقلابات نوعا من الاستقرار لبعض الوقت. وصل النقيب الشاب بليز كومباوري إلى السلطة بعد اغتيال الرئيس توماس سانكارا في عام 1987. فرض كومباوري نظام شبه سلطوي في ظل عهدتين من سبع سنوات واثنين من أربع سنوات. كان ينظر لبوركينا فاسو “كأرض الرجال الصادقين” مستقرة سياسيا واقتصاديا تدار بشكل جيد. إنها أحد أفقر البلدان في العالم على الرغم من مواردها المعدنية من الذهب (80٪ من الصادرات و 20٪ من الميزانية) وإنتاج القطن. لكن تسجل هذه الدولة غير الساحلية نموا اقتصاديا يقارب 7٪ سنويا، مع احترام التوازنات المالية (انخفاض التضخم وعجز الموازنة وتخفيض الدين الخارجي).
نوعت بوركينا فاسو في السنوات الأخيرة شركائها، بخلق علاقات مثلا مع تايوان، إضافة إلى الإستفادة من دعم الولايات المتحدة ومواصلة العلاقات التاريخية مع باريس ومع مستعمراتها القديمة. بإعتبارها قوة دبلوماسية في المنطقة، أصبحت هذه الدولة مؤخرا جزءا هاما من التنظيم العسكري الفرنسي باركان في قلب التعاون الإقليمي ضد الجهاديين. وكانت قد طبقت حتى الآن إجراءات مدنية في اللعبة السياسية دون صلة بالعرق أو بالمراجع الدينية. رغم استناد نظام بليز كومباوري على الهيمنة إلى حد كبير، إلا أنه يفتح المجال للنقاش. أما الجيش، فقد ظل حتى الآن جمهوريا، على الرغم من تمرد في عام 2011. وتعايشت القوى التقليدية بما فيها موغو نابا، ملك موسي والهيئات المشروعة عبر صناديق الاقتراع. ومع ذلك، تحجب هذه الواجهة الإيجابية جوانبا أقل ظهورا. نذكر على سبيل المثال اغتيال توماس سانكارا في عام 1987، والروابط بين بليز كومباوري مع تشارلز تايلور في ليبيريا وسيراليون، أو مع يونيتا في أنغولا. ونذكر أيضا التجارة الغير قانونية للأسلحة والماس.تجدر الإشارة أيضا إلى دوره في التمرد في شمال كوت ديفوار، والعلاقات المبهمة مع القذافي وأخيرا لمسؤوليته في اختفاء الصحافي نوربرت زونغو.
أجبر الرئيس على التنحي لأنه أراد أن يغير الدستور، وهي عملية من شأنها أن تسمح له بالترشح لعهدة جديدة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2015 مما أفقد الأوليغارشية السياسية والاقتصادية التي كان يدعمها شرعيتها. لذلك كان اجتماع البرلمان يوم الخميس 30 أكتوبر حاسما، والذي مثل الفرصة للمعارضة لمواجهة ما وصفته “بالإنقلاب الدستوري”. من الناحية القانونية، لا تزال إعادة النظر في المادة 37 التي تحد عدد الولايات بعهدتين ممكنة بطريقتين. تستوجب الأولى تصويت الأغلبية ¾ (96 صوتا) من البرلمان، وهي المؤسسة التي كان من المنتظر أن تصدر قرارها يوم الخميس 30 أكتوبر. أما الطريقة الثانية فتعتمد على إجراء استفتاء. قام بليز كومباوري بتنظيم استطلاع سريا. يمثل حزبه حسابيا (المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدم) 70 من مجموع أصوات البرلمانيين 127. وبالإضافة إلى ذلك، كان مرتبطا مع بعض الأحزاب الصغيرة التي تمثل 11 صوتا. وبالتالي فإنه يفتقر إلى 15 صوتا فقط قام بالتفاوض عليها مع التحالف من أجل الديمقراطية والاتحاد والتجمع الديمقراطي الإفريقي. وبعبارة أخرى، فقد تحصل على 96 صوت الضروري لإعادة الترشح، لكن التعبئة الاجتماعية والمعارضة منعت هذا المشروع. أدت الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين و تدخل قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي إلى قتيل على الأقل مما أثار انتفاضة شعبية رغم الغاء التصويت.
الإطار النظري
1. المطالب السياسية للشباب الأفريقي. يطالب الشباب اليوم بمكانتهم في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي. انهم يعارضون النشاط التجاري والمحسوبية السياسية في ظل غياب توقعات أو نموذج اجتماعي. في بوركينا فاسو، يمثل أبطال مثل توماس سانكارا رموزا لهم. بإطلاعهم طريق الشبكات الاجتماعية، فهم ينتقدون بشدة مبدأ “الرئيس مدى الحياة” الأفرقي. وبعبارة أخرى، تظهر اللعبة السياسية والاقتصادية في أفريقيا كصراع بين الطبقات العمرية.
2. تقويض نظام عبر وطني قوضت. سمحت الموارد المعبأة من خلال التحالفات السياسية والتجارة غير القانونية مع مختلف اللاعبين الإقليميين لكومباوري بتمويل سياسته داخليا، على الرغم من تغير متطلبات شركائه الدوليين.
تحليل
يشير هذ الربيع الأفريقي أو الأسود المشابه للربيع العربي إلى الصراع بين الأجيال. نذكر أن 60٪ من سكان غرب أفريقيا لم يولدوا عندما تولى بليز كومباوري السلطة. و نلاحظ اليوم أن الشباب يريدون لعب دور في اللعبة السياسية. للقيام بذلك، فانهم يعارضون بقوة كبيرة الحكم السياسي للمسنين والبرلمانيين. يشهد شعار ” dégage Blaise ” في ساحة الثورة على هذا التوجه. ومع ذلك، نلاحظ بعض الالتباس حول هذا الانقلاب وبعض التوترات بين القوى الرئيسية: المتظاهرين والقادة السياسيين والعسكريين. يعارض الشباب كومباوري والقوة العسكرية رافضين مصادرة ثورتهم. أما بالنسبة للجيش، فيبقى مقسما بين قسم الأمن الرئاسي الذي يمثل بين 600 و800 ألف رجل مجهز – التي تضم اليوم الرجل القوي الحالي، الليفتنانت كولونيل إيزاك زيدا – كبار الضباط (الجنرالات تراوري رئيس ‘أركان الجيش، كوامي لوغي، الذي شارك مع كومباوري في الانقلاب ضد سانكارا) والقاعدة. في هذا الصدد، أعلن كل من هؤلاء القادة أنه رئيس الدولة مؤكدين على حاجة النظام إلى مواجهة ما وصفوه بالتمرد. من جانبها، تبدو المعارضة منقسمة بين 74 حزبا. يمثل حزب الكونغرس من أجل الديمقراطية والتقدم وحلفائها حوالي ¾ من البرلمانيين. كونت المعارضة الرئيسية التي تتكون من المعارضين الأساسيين الذين غادروا في وقت سابق من هذا العام الكونغرس من أجل الديمقراطية والتقدم (كابوري، ديالو، كومباوري)، على سبيل المثال الحركة الشعبية من أجل التقدم. تتكون المعارضة الرئيسية الأخرى من سانكارا من حزب السانكاريين وديابري. فضل رئيس الجمعية الوطنية الذي كان من المفترض وفقا للدستور، تولي الادارة مؤقتا بعد استقالة رئيس الدولة قررت مغادرة البلاد معه.
في الوقت الحاضر، يتم تغيير ميزان القوى الدولية و العبر الوطنية بشكل جذري. نلاحظ على سبيل المثال أن المؤسسات الأفريقية للاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تهدد بعقوبات إذا لم يسلم الجيش السلطة للمدنيين في غضون أسبوعين. بالإضافة إلى ذلك، يتمكن الأطراف المانحون من ممارسة الضغوط على الدول التي تمثل المساعدات أكثر من 10٪ من ناتجها المحلي الإجمالي. كما ساند باراك أوباما أيضا مبدأ وصول الأجيال الجديدة بسرعة للمسؤولية والحكم بغض النظر عن تأهيل و خصال “الرؤساء مدى الحياة”. في السياق نفسه، أكد الاتحاد الأوروبي أيضا في 28 أكتوبر “التزامه باحترام الأحكام الدستورية والمبادئ التي حددها الاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية حول التغيير الدستوري.”
يمكن أن نفاجأ للوهلة الأولى من مثل هذا الانقلاب و انهيار الدعم الدولي الذي تمتع به حتى الآن نظام وراثي حديث riكومباوري. في الواقع، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى التغيير الجذري في الأجندة العالمية. لقد أصبح الوضع في بوركينا فاسو استراتيجيا للغاية بسبب حدودها مع شمال مالي التي تتواجد بها القوات الخاصة الأمريكية والفرنسية التي تواجه القوى الإسلامية التي أثبتت قدرة عبر وطنية على التهديد. هذا ما أجبر بعض الجهات الحكومية – مثل الولايات المتحدة وفرنسا – لإعادة ترتيب أولوياتها الدبلوماسية والاستراتيجية.
المراجع
Philippe Hugon, Géopolitique de l’Afrique, Paris, SEDES 2013, 3e ed
Pierre Jacquemot, “Les trois paradoxes du Burkina Faso”, lettre de l’IRIS, 2 novembre 2014
Frédéric Lejeal, Le Burkina Faso, Paris, Karthala, 2002
Oct 28, 2014 | Passage au crible (arabe), السياسة الرمزية, المنشورات, ﺍلصناعة الرقمية
مقال:جوستين شيو Justin Chiu
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°116
Source: Flickr
اجتمع في 9سبتمبر 2014 كل من وسائل الإعلام المتخصصة في التكنلوجيا ذات التقنية العالية والصحافة العامة من جميع أنحاء العالم في مركز فلينت في كوبرتينو لحضور عرض جهاز آي فون 6. قدم هذا العرض الذي بث على المباشر على الإنترنت الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك. حضر هذا العرض العالمي كذلك العديد من المشاهير مثل المطربين الشعبيين جوين ستيفاني والدكتور دري، الذي جاؤوا على متن طائرة خاصة، وكوكو لي، المغنية المشهورة بآسيا، التي أعلن حضورها على الموقع الرسمي للشركة. لقي جهاز آي فون 6 تصفيقا حارا من جمهور مركز فلينت رغم خلوه من الابتكارات الهامة.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
في عام 1984، قدم ستيف جوبز أول كمبيوتر ماك في نفس القاعة. من خلال مزيج من الفكاهة والتفوق، أبهر مؤسس شركة أبل المساهمين الذين حضروا هذا الحدث. بتحفيز من الموسيقى التصويرية لفيلم عربات النار، تميزت نهاية العرض التقديمي بصراخهم و تصفيقهم. لذا، قدمت شركة كوبرتينو منتوجا رائعا بجنون – صيغة العرض – إضافة إلى تجربة غير عادية. لذلك يتوقع مستخدمو منتجات آبل أن يعيشوا وقتا مميزا، وهم مستعدون للدفع أكثر القيام بذلك.
في عام 2001، أطلقت شركة أبل أجهزة أي بود لتدخل في سوق تنافسية للغاية للإلكترونيات الاستهلاكية. ظهر اللاعب السمعي لأبل كمتوج عالي النوع و رمزا للترفيه بالنسبة للطبقة الوسطى. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب استخدامه برنامج آي تيونز المثبت على جهاز الكمبيوتر. لذلك يرتبط الاستخدام العملي للماك والترفيهي للآي بود. تبعا لهذا المنطق، يزداد ولاء مستخدمي أبل بشكل كبير مع استخدام أكثر كثافة. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الكلمة الرئيسية keynote لعرض المنتجات الجديدة بقيادة ستيف جوبز سنة بعد سنة موعدا لمجتمع أبل.
في عام 2007، قدم ستيف جوبز الجيل الأول للآي فون، المنتج الذي وصفه بأنه مبدع. منذ ذلك الحين، تم صنع عشرة نماذج. في عام 2013، احتلت شركة آبل المرتبة الثانية لمصنعي الهواتف الذكية وراء سامسونج مع 153.4 مليون وحدة تم تسليمها. ومع ذلك، مع حصة في السوق بلغت 15.3٪، تمكنت أبل تحصيل ما يقارب من 60٪ من الأرباح، أي حوالي 129 مليار دولار (دراسة مكتب أسيمكو). أمام الداخلين الجدد إلى السوق، اختارت شركة أبل عدم اتباع استراتيجيتهم القائمة على الأسعار المنخفضة. بدلا من ذلك، يظهر النموذجين، آي فون 6 و آي فون 6 بلوس كمنتوجات فاخرة أكثر أي وقت مضى بتعدي سعره الرقم الرمزي لألف دولار.
الإطار النظري
1. بناء عالمي لحدث إعلامي. منذ إطلاق أول هاتف آي فون، أصبحت المؤتمرات الصحفية لأبل عرضا عالميا حقيقيا. تهدف هذه المراسم المقدمة سابقا من قبل شخصية ستيف جوبز الكاريزمية ثم الرئيس التنفيذي الحالي تيم كوك، و المبثة على شبكة الانترنت لإظهار القوة الاقتصادية والثقافية للشركة وقدرتها على استقطاب الصحفيين والمستهلكين من جميع أنحاء العالم. يتم إعداد هذه العروض بعناية كبيرة و لم يترك أي شيء للصدفة: يتم حساب كل صورة، كل خطوة لبناء جو غير عادي.
2. النشر المكثف للابتكارات المتزايدة. بعيدا عن كونه منتج مبدع، يقدم الآي فون 6 تحسينين جديدين فقط مقارنة بالإصدارات السابقة: معالج أقوى وشاشة أكبر. ومع ذلك، قوة أبل تكمن بالتحديد في قدرتها على إنتاج هواتف أفضل باستمرار وتنويع أنشطتها. لا يستفيد فقط الهاتف الذكي من التحسين تقنيا، بل يشمل كذلك كامل هيكل الإنتاج والخدمات الخاصة بالمنتجات. إذا عرفت الثورة الرقمية بشكل رئيسي “تسريعا تكنولوجي” (لورينزي)، فمن الضروري تحليل الكيفية التي بنيت أبل نظامها مع جميع أجهزة الأي فون.
تحليل
تظهر طبيعة الكي نوت لأبل مختلفة تماما عن غيرها من الأحداث العالمية التي يتم تنظيمها إما من قبل الدولة كحفل الزفاف الملكي أو عن طريق المنظمات الحكومية الدولية مثل الألعاب الأولمبية. ومع ذلك فنحن نتحدث هنا عن طرف خاص قام بتصميم وأداء عرض من خلال تعبئة الموارد المالية والرمزية عبر الحدود. تمكنت شركة أبل خلال ثلاثين سنة من إضفاء الطابع المؤسسي على مؤتمراتها الصحفية لتصبح الآن موعدا مرتقبا عالميا. وقد ساهمت شخصية ستيف جوبز في ذلك بكثير؛ حيث ارتبط الكاريزما التي يتمتع بها وقدرته على الإقناع ارتباطا وثيقا بسمعة العلامة التجارية. يتوقع في الواقع الصحفيون والمشاهير أن يكونوا مبهورين دائما إلى درجة فتنتهم حتى قبل بدء المؤتمر. يمثل في هذا الصدد الحصول على جهاز الأي فون عرضا للوضع الاجتماعي العالي ولسمة سلطة.
يبحث مستخدمو منتجات أبل عن تجربة شخصية وفريدة من نوعها. كما يفضلونها لأنها من بين جميع الشركات المصنعة للهواتف الذكية، تمثل أبل الشركة الوحيدة ذات العلامة التجارية المتميزة. تسمح لهم هذه الاستراتيجية بتوفير هامش كبير من الفوائد واكتساب ولاء المشترين. مع نظام مغلق حول برامج أي تونز iTunes و أبل ستور، يتوجب شراء ماك، أي فون و أي باد للوصول إلى أفضل الميزات الموجودة في المحطات. لذلك نادرا ما يفكر المستهلكون في ترك العلامة التجارية خوفا من أي خطأ أو عدم التوافق أو من استبعادهم من مجتمع أبل.
تبتكر شركة أبل مثل جميع المنظمات الرأسمالية الأخرى من أجل كسب المزيد من الأرباح. ومع ذلك، في سياق تحرير الاتصالات العالمية، زادت المنافسة مع الشركات الصينية ذات التكلفة المنخفضة مثل هواوي و كزايومي. يحقق بذلك أصحاب المصلحة قدر كبير من الاستثمار في مشاريع البحوث التطبيقية مفضلين المشاريع ذات المدى القصير على حساب البحوث الأساسية. في هذا السياق، يجدد المصنعون باستمرار خطوط منتجاتها دون أن تتضمن اكتشافات هامة. نلاحظ هكذا أن دورة حياة الهواتف الذكية في انخفاض مستمر، في حين شعور المستهلكين بضرورة شراء أحدث طراز. ومع ذلك، مع تراكم الابتكارات الصغيرة، غير الهاتف الذكي بشكل كبير الطريقة التي نعيش بها منذ عشر سنوات.
خلال عرض الآي فون 6 ، تم تقديم خدمة الدفع بالتماس الخاصة بأبل. وبذلك سيتم أخيرا تعميم هذه الطريقة للدفع التي تطبقها سامسونج وسوني حتى الآن دون نجاح يذكر مع هذا النموذج الجديد. في الواقع، نلاحظ منذ إطلاق كل من أجهزة أي بود، اي فون و أي باد أن شركة أبل تتقن ليس فقط نتشر التكنولوجيا الجديدة، ولكن يمكنها أيضا الاعتماد على ولاء مستخدميها لعيش تلك التجارب.
المراجع
Chiu Justin, « L’anarchie mondiale dans la téléphonie mobile », in : Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2012, Paris, L’Harmattan, 2013, pp. 117-122.
Dayan Daniel, Katz Elihu, La Télévision cérémonielle : anthropologie et histoire en direct, trad., Paris, PUF, 1996.
Le Monde, « La grande et les petites révolutions d’Apple », 11 sept. 2014.
Lorenzi Jean-Hervé et Villemeur Alain (Éds.), L’Innovation au cœur de la nouvelle croissance, Paris, Economica, 2009.
Strange Susan, Mad Money, Manchester, Manchester University Press, 1998.
Strange Susan, States and Markets: An Introduction to International Political Economy, Londres, Pinter, 2e éd, 1994.
Veblen Thorstein, The Theory of the Leisure Class, [1899], New York, Dover Publications, 1994.