May 10, 2010 | Passage au crible (arabe), السياسة الرمزية, ﺍلصين
جان ريماسونJenna Rimasson
ترجمة وائل الزغلWael Alzaghal
Passage au crible n°21
افتتح الرئيس الصيني – هو جينتاو – في الثلاثين من نيسان –ابريل معرض شنغهاي العالمي والذي يمتد لغاية واحد و ثلاثين من تشرين الاول اوكتوبر, وياتي ذلك بعد تنظيم الصين لدورة الالعاب الاولومبية في اب اغسطس 2008 ما جذب انظار العالم اجمع الى جمهورية الصين الشعبية , و يستقبل الزوار الصينين و الاجانب طوال هذا الحدث ما يقارب ال 72000 متطوع و 100000 اخرين موزعين على انحاء المدينة , و يرفع في هذا الحدث اعلام 182 دولة و 57 منظمة عالمية ,وستكون كلفة هذا التنظيم الاعلى مقارنة بنظيراتها, حيث من المتوقع ان تصل ميزانيته الى 4,2 مليار مع امكانية الوصول الى 5 مليارات اذا اخذنا بعين الاعتبار تكاليف تنظيم المدينة.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
نظم اول معرض اكسبو عالمي في لندن عام 1851 بالتزامن مع الثورة الصناعية الهائلة وكان الهدف منه عرض الابتكارات التكنولوجية لمختلف الدول المشاركة، ثم قامت 31 دولة في العاصمة الفرنسية باريس بتوقيع على معاهدة، في الـ 22 من تشرين الثاني – نوفمبر – 1928، أثمر عنها إنشاء (المكتب الدولي للمعارض) الذي يهدف إلى تنظيم هذه الفعاليات. وكانت قد عدلت هذه لمعاهدة من خلال العديدة من البروتوكولات و العديد من التعديلات و الذي كان اخرها عام 1988 وقد بلغ عدد البلدان الموقعة على هذه المعاهدة157دولة مع غياب ملحوظ للولايات المتحدة .يعمل المكتب الدولي للمعارض – و الموجود في العاصمة باريس – على تعزيز الثقة و التعاونن بين ثقافات العالم وذلك من خلال نوعين من المعارض.المعارض الدولية (المتخصصة) أو بمعنى اخر المعارض الدولية المعترف بها.
تقدم المعارض العالمية (المعارض الدولية المسجلة) التي تجمع ممثلي الدول و المنظمات، وممثلي المجتمع المدني، المعروضات التي حضيت بفرصة التواجد في جو تنافسي ودي. خلافا لما كان يعرض في السابق من تفوق استعماري، وموضوع الحرب الباردة خاصة خلال العرض العالمي في بروكسل عام 1958 , حيث كان كل مشارك يقوم ببناء جناحه الخاص و هذا كله يكون تحت سقف بناء مركزي واحد يضم كل هذه الأجنحة. كما كان المشاركون يتنافسون أيضا من خلال تقديم أفضل عمل معماري ,و هذا ما يشبه إلى حدا ما رمزية برج ايفل في باريس (1900)او نصب الاتونيوم في بروكسل (1958)وبرج في سبيس بيدل في سياتل (1962)ويبوسفير في مونتريال (1967) .
الإطار النظري
1. القوة البنائية. يبتعد هذا المفهوم الذي اطلقته سوزان سترينج عن النفوذ النسبي الذي تتميز به المدرسة الواقعية. كما يقود إلى قدرة بعض المشاركين على صياغة (صناعة) السياسة العالمية , والذي يتضمن الهياكل الأمنية و كذلك الإنتاج و الدراسة والتمويل؛ وهي أهمها.في الحقيقة يقدم المشاركين رؤية لبعض منتجاتهم الوطنية التي تتطلب معرفة وخبرة مختصة تساهم فيها الأموال الخاصة والعامة؛ وهو ما يدلل على المبدأ الذي تبني فيه المعرفة السلطة.
2. القوة الناعمة. تتجاوز هذه القوة مسألة النفوذ والإقناع إلى مسألة الجذب الثقافي والعقائدي التي تختلف عن القوة التقليدية ذات الطابع العسكري والاقتصادي.
تحليل
تنشر الصين من خلال هذا العرض العالمي كل قدرا اتها , و ينعكس ذلك في جناحها و الذي يطل على حديقة المعرض بكاملها ويبلغ ارتفاعه 49 متر وبنفس الوقت منعت المشاركين الاخرين من الوصول الى هذا الارتفاع ,فمن خلال هذا العلو و التفاخر فان الصين تمارس نوع من انواع العنف الرمزي ضد الامم الاخرى و هي التي بقيت على هامش النظام العالمي لغاية عشرينات القرن الماضي ,وبعدها اصبحت الصين معملا يزود السوق العالمية ,فهذا البلد لم يعد يكتفي بالخضوع للعولمة بل انه اصبح واحد من مقاوليها الرئيسين ,هذا الطموح باعادة تشكيل النظام العالمي يستند قبل كل شيئ على نشر ثقافة القوة الناعمة؛ وهي قوة عرض عالمية لثقافة صينية غالبة. هكذا تظهر لنا العروض الفنية في هذا المعرض ذات مغزى. نتناول على سبيل المثال عروض الدفاع عن النفس ل(ودانغ) و (شاولن)و التي تستقطب جمهورا كبيرا ,خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققه فلم (النمر و التنين) ,بالاضافة الى عرض الشاي و عروض الدمى المتحركة و الظلال الطيبة (الموجه للفئة الشبابية) فهذا كله يقودنا الى المعنى المزدوج للإغراء و إثبات الذات .
السلطات الصينية تركز بشكل منهجي على خصوصياتها الثقافية بهدف تعزيز العلاقات مع الاخرين او بمعنى اوسع مجموعة البلدان الاسيوية و التي تحاول الصينن ان تكون الناطق باسمها جميعا .ولا بد من الاشارة الى ان شعار المعرض (هايبو)مستوحى من حرف صيني (رن والذي يعني رجل ) كذلك مثل شعار معرض شنغهاي 2010 و الذي يحمل الحرف الصيني (شي الذي يعني عالم) وبنفس الطريقة التي تنحي بها اللغة الانجليزية بعض اللغات بهدف فرض نفسها كلغة التواصل الأولى في المجال الاقتصادي، غير أن اللغة الصينية على العكس من ذلك تمثل المحور المرشح لمقاومة مد اللغة الإنجليزية وإمكان التفوق عليه.
اختارت الصين شعار (مدينة أفضل حياة أفضل)، وفقا لقوانين المكتب الدولي للمعارض والذي يلزم كل معرض عالمي على تبني موضوع (ثيمة)خاصة به. تظهر الصين خلال شعارها لاعبا أساسيا لديناميات الحضارة (التحضر و التنمية المستدامة و التضامن الدولي) و تؤكد المساعدة التي قدمتها الصين إلى الدول الافريقية لتمويل اشتراكهم و بذات الوقت الذي يتم فيه افتتاح المنتدى العالمي المتعلق بافريقيا والذي يعقد بدار السلام في تنزانيا على الطموح الصيني للهيمنة. كما يشير بناء أعلى ميزان حرارة في العالم (165)متر في حديقة المعرض مدي اهتمامها بقضايا البيئة بينما تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا لانبعاثات الغازات الدفيئة. استفادت الصين أيضا من المعرض لترفع الادانة الدولية لانتهاكات حقوق الملكية الفكرية مطلقة في معرض شنغهاي حملة كبرى لمكافحة القرصنة و التزوير .
على الرغم من التقديرات الهائلة لتكلفة المعرض بحسب العديد من المراقبين لكن لا يجب علينا ان ننسى ان عوائده ستكون كبيرة وسوف يساعد على تسهيل المفاوضات و ابرام الصفقات التجارية الكبيرة ولاسيما مع قادة الدول العشرين الذين حضروا حفل الافتتاح كالرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي والذي اجرى مفاوضات للحصول على محطة لمعالجة الوقود النووي.
رغم الازمة الاقتصادية الحالية فقد اصبحت الصين و بتاريخ 25 ابريل المساهم الثالث عالميا في البنك الدولي وقد اثبتت الصين قدرتها على الانخراط بالتغير الحاصل في الاقتصاد العالمي.
المراجع
Kita Julien, La Chine, nouvel acteur du système multilatéral, Compte-rendu du séminaire : China : a New Player in the Multilateral System, 18 avril 2008, IFRI, Paris, 18 Juillet 2008
Kurlantzick Joshua, Charm Offensive, How China’s Soft Power is Transforming the World, New Haven, Yale University Press, 2007
Site officiel du Bureau International des Expositions disponible à l’adresse Internet http://www.bie-paris.org/site/fr.html 5 mai 2010
Site officiel de l’Exposition Universelle de Shanghai 2010, disponible à l’adresse Internet http://fr.expo2010.cn/ 5 mai 2010
Apr 21, 2010 | Passage au crible (arabe), شمال- جنوب, ﺍلإنسانية
كتبه: كليمن بول Clément Paule
ترجمه: آيات الشيخ Ayat Alshaikh
Passage au crible n°20
في حين قدرت الأضرار الناتجة عن الزلزال الذي حدث في 12 يناير ب 7.9 مليار دولار، أو ما يعادل 120 % من الناتج القومي الصافي الهاييتي، وعد المانحين من أجل هاييتي ب9.9 مليار دولار على المدى القصير أثناء المحاضرة العالمية .و أشاد المعلقون بالنجاح لحملة الدعم المادي، الذي فاق التوقعات والذي يغطي الجزء الأكبر من الحاجات المقدرة من الحكومة السابقة، من جانب آخر ركزت الكثير من التحليلات على مظاهر المشاركة في سياق جمع بين المانحين ثنائيي الجانب ومتعددي الجوانب و المنظمات غير الحكومية و الشتات و القطاع الخاص أو حتى الجمعيات المحلية. المسألة تكمن من الآن وصاعدا في الاستخدام الفعلي لهذه الوسائل التي تم جمعها و التنسيق بين الجهات المختلفة التي تعنى بإعادة اعمار البلد.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
في العقود الأخيرة عرفت هاييتي عدة كوارث طبيعية مدمرة، ناتجة بشكل أساسي عن اندماج الظواهر ، نذكر أحدثها وهو إعصار جين الذي تسبب في مقتل عدة آلاف من البشر في عام 2004، خصوصا في محافظة جوناييف، المدينة التي تقع على بعد 150 كيلومترا في شمال شرق ميناء الأمير، هذه المنطقة نفسها تم تدميرها من جديد بعد تعاقب أربعة أعاصير في أغسطس وسبتمبر 2008، الأمر الذي تسبب بموت 800 شخص. هذه الكوارث الطبيعية طالت أكثر من 800000 شخص وتسببت بخسائر جسيمة تقدر بأكثر من مليار دولار.
تحظى هاييتي باهتمام عالمي خاص وذلك لأنها تعتبر دولة هشة أو حتى دولة منهارة، من الممكن أن تصبح عاملا في عدم استقرار منطقة الكاريبي حيث إن العلاقات متوترة بين هاييتي وجارتها الدومينيك، مسألة الهجرة، الشتات الهاييتي الذي يقدر بأكثر من 2 مليون شخص، ومسألة البيئة التي تشكل هاجسا مثيرا للقلق بصورة متكررة. في هذا الإطار، إن استمرار الأوضاع المتردية الاجتماعية-الاقتصادية، المتزامنة مع مساعدة عالمية، غير متساوية ومختلفة، أدت بالعديد من المانحين إلى ملاحظة فشل برامجهم التنموية. من أجل معالجة هذا الوضع اجتمع الممثلين الثنائيي الجوانب ومتعددي الجوانب عدة مرات بهدف تنسيق إستراتيجياتهم وكان ذلك في أثناء الأزمات السياسية- الإنقلاب العسكري عام 1990 وعزل الرئيس جون برنارد أريستيد عام 2004- أو أثناء الحوادث الطبيعية. وهكذا تم عقد محاضرة للمانحين في 14 أبريل 2009 في واشنطن بعد مدة بسيطة من الأعاصير و الاحتجاجات ضد الجوع في 2008.
الإطار النظري
1. دبلوماسية الكوارث. إن حدوث كوارث طبيعية أو تكنولوجية ذات خطر كبير أدى كما هو معروف تاريخيا لتظافر الجهود العالمية. في هذا الظرف يبدو أن الدول والمنظمات المتعددة تستثمر بصورة متزايدة هذا المجال من التحرك والذي يسمح برؤية واضحة بل تحقيق فعلي لعملياتهم في مواجهة الكوارث المتتابعة التي تحظى بتغطية إعلامية متزايدة.
2. تقنين ترتيبات المساعدة. إعادة اعمار هاييتي أحيت العديد من المناقشات حول ممارسات المانحين ثنائيي ومتعددي الجوانب، في هذا الصدد، تميل المؤسسات والآليات الموضوعة للتعقيد وذلك لحل المسائل السياسية والتي أعيد تقييمها حسب الظرف بمشاكل تقنية، مثل التنسيق أو فعالية البرامج.
تحليل
انتقد بعض العاملين ومن بينهم عاملين في منظمات غير حكومية محلية أو عالمية الوجود الدائم للولايات المتحدة الأمريكية سواء في موقع الحدث- إذ تم استخدام 20 ألف عسكري أمريكي- أو خلال المفاوضات الدبلوماسية،وحتى محل انعقاد المحاضرة العالمية والدور الذي يلعبه الزوجان كلينتون يبين على سبيل المثال هذا الاستثمار، حتى وإن كان الرئيس السابق كلينتون يتدخل كمبعوث خاص للأمم المتحدة في هايتتي، المنصب الذي يشغله منذ 2009، بعد أن كان ممثلا لإعادة الاعمار في شرق جنوب آسيا بعد كارثة تسونامي في 2004. سكرتيرة الولايات المتحدة الأمريكية قد ترأست بالشراكة جميع الجلسات المتتابعة إلى جانب الرئيس رينيه بريفال و السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون. هذه الوصاية الأمريكية أثارت العديد من الانتقادات الصريحة. مثل تقرير نيويورك تايمز الذي تحدث عن حديث ساخر لدبلوماسي أوروبي عن ما أسماه استعراض بيل و هيلاري، زيادة على ذلك الحكومة الهاييتية قلقة من تنحيتها عن مشاريع تعتزم محافظة الدولة تنفيذها بصورة أحادية الجانب.
إن تنظيم المحاضرة العالمية يكشف المزيد عن تناقضات الدبلوماسية الأوروبية، في الحقيقة إن الإتحاد الأوروبي قدم الجزء الأكبر من المساهمة في إعادة البناء، أو ما يقارب 1.6 مليار دولار منها 243 مليونا مقدمة من فرنسا، هذا الرقم هو أكثر بكثير من المساعدات الأمريكية (1.15 مليار دولار) أو الكندية (390 مليون) ولكن هذه المساعدة لم تترجم كأرباح سياسية، في هذا الصدد من المناسب أن نذكر أن كاثرين أشتون- الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي في الشئون الخارجية- قد إنتقدت كثيرا لأنها لم تزر هاييتي حالا بعد الزلزال، على عكس نظيرتها الأمريكية، هيلاري كلينتون. منذ 19 يناير، ميشيل ستيفلر، نائب أوروبي ومبعوث دائم للمساعدة الإنسانية أبدى أسفه للتحركات الأوروبية غير الظاهرة بالمقارنة مع التدخل الأمريكي الذي يبدو بارزا، من جانب آخر، تم انتقاد آشتون لعدم خبرتها الدبلوماسية، والتي توجب عليها أن تواجه منافسة الرئاسة الإسبانية للإتحاد، النشطة جدا في هاييتي. توجب عليها أيضا أن تشارك في الإعلانات أحادية الجانب من بعض الدول الأعضاء، مثل فرنسا التي إقترحت منذ 14 يناير تنظيم محاضرة عالمية. هذا الانطباع عن الانقسام والفوضى أمكن ملاحظته بوضوح منذ تعلق الأمر في نهاية شهر يناير بإرسال عدة مئات من رجال الدرك لمساندة المينوسوتا la Minustah ( مهمة الأمم المتحدة من أجل الاستقرار في هاييتي )، علاوة على ذلك إذا كانت فرنسا، إيطاليا، إسبانيا و مملكة الأراضي المنخفضة قد قبلت بإمداد القوات، فإن ألمانيا وبريطانيا على العكس من ذلك قد رفضتا الانضمام للعملية. من المناسب أيضا تبيين هذه الإختلالات في سياق أن هاييتي لا تشكل نفس الرهان السياسي للإتحاد الأوروبي بالمقارنة مع دول يتمركز فيها الشتات الهاييتي مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى كندا.
بصورة أكثر شمولية، هذه المحاضرة كانت تبحث مشكلة الاستخدام الجيد للمساعدة مع احترام مبادئ الفعالية، التنسيق و الشفافية. من جانب آخر، تم إعادة وضع الدولة المنكوبة في مركز الترتيبات، الأمر الذي تمت المطالبة به دون جدوى من قبل الحكومات الهاييتية المتعاقبة. حيث إن هذا التوجه يرمي ،مخالفة للمنطق، الذي يتوجب عليه تقنين مبالغ المساعدة بواسطة المنظمات غير الحكومية منذ منتصف سنوات الثمانينات للالتفاف على ممثل الدولة الذي يوصف بالفاسد وغير المسئول. في هذه الحالة يسمح ذلك أيضا بممارسة ضغوط على حكومات عنيدة كما كان الحال مع الحظر المقرر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في 1991، بعد الانقلاب على الرئيس أريستيد الذي منع كل المساعدات. الانفتاح على الممثلين الهايتيين يبقى على الرغم من ذلك محدودا ومصبوغا بالشك. بالتأكيد سيترأس بالشراكة اللجنة الجديدة المؤقتة من أجل إعادة البناء Interim Haiti Recovery Commission ، رئيس الوزراء الهاييتي جون ماكس بلريف مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة بيل كلينتون، بدون الاهتمام بأن العديد من المؤسسات المحلية ستعتبر بأنها تم إقصاؤها من العملية. في النهاية سيصبح رأس مال عالمي جامع لمساهمات المانحين مدارا من قبل البنك العالمي. يعرض هذا التنسيق المستقبلي على أنه مفتاح الحكم الرشيد الذي سيطبق على ترتيبات المساعدة. ولكن في هذا الصدد من الواضح أن هذه العقلانية تهدف للموازنة بين التنوع للحركة العامة و العالمية الحالية والتي في طور التنفيذ. قد تتعرض هذه المبادرات للاصطدام بحقائق التنفيذ أو حتى المنافسة القائمة بين مختلف الممثلين العالميين.
المراجع
Buss Terry, Gardner Adam, Haiti in the Balance: Why Foreign Aid Has Failed and What We Can Do About It,Washington D.C., Brookings Institution, 2008
MacFarquhar Neil, “Haiti Frets Over Aid and Control of Rebuilding”, The New York Times, March 31, 2010
Maguire Robert, “Haiti: Towards and Beyond the Donors’ Conference”, USIP (United States Institute of Peace) Peace Brief, USIP, (17), April 8, 2010
Apr 20, 2010 | Passage au crible (arabe), ﺍلإنسانية
Philippe Ryfmanمقال: فيليب رفمن
ترجمة: حسيبة بن موسى Benmoussa Hassiba
Passage au crible n°19
يُعتبر الزلزال الذي تراوحت درجته ما بين سبعة نقطة صفر وسبعة نقطة ثلاثة على سلم ريختر والذي ضرب هايتي في الثاني عشر من كانون الثاني من عام ألفين وعشرة من أهم زلازل الخمس وعشرون سنة الأخيرة. قُدّرت الخسائر البشرية على الأقل بمائتين وثلاثين ألف قتيل وثلاثمائة ألف جريح ومليون ومائتي ألف من دون مأوى في العاصمة والمدن المجاورة لها. وقُدّر عدد النازحين بسبع مائة وخمسين ألف نازح في المناطق الأخرى. أمّا الخسائر المادية فقد وصلت إلى مائة وعشرين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي. لقد تم استنفار واسع النطاق لكل الوكالات الإنسانية المتواجدة على الجزيرة ولكن هناك عراقيل واجهت هذه الوكالات كازدحام مطار بور برانس وتعطل الميناء والبُنى التحتية المركزية المُدمّرة بالإضافة إلى تدخلات إدارة غير فعّالة.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
يتميّز النظام العالمي للمساعدات الإنسانية منذ سنوات التسعينات بتنوع المساهمين فيه منها المنظمات غير الحكومية والصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة والحكومات. لا طالما كان للكوارث الطبيعية بعدا سياسيا طاغيا على عكس الاعتقاد السائد. تكشف الكارثة الطبيعية مدى استعداد بلد ما لمواجهة تبعاتها سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى المجتمع المدني. والزلزال الذي ضرب الشيلي في السابع والعشرين من شباط ألفين وعشرة يوضّح أنّ العكس صحيح تماما. على المستوى الجهوي، وفي حالة هايتي نذكر الجهود المبذولة من طرف الجمهورية الدومينكية بالرغم من سوء العلاقات بين البلدين. كما نذكر الدور الذي لعبته البرازيل والتي خالفت به المكسيك، هذه الأخيرة غابت تقريبا عن الأحداث وهذا رغم القرب الجغرافي بينها وبين هايتي. وأخيرا نضيف إلى الجهود المبذولة على المستوى الجهوي والعالمي التدخل الواسع للولايات المتحدة الأمريكية والذي يبقى الأوضح ولكن هذا لا يمنع من أنّ وضعية بعض الأطراف المساهمين في المساعدات وسياق ومجريات الأزمة في حد ذاتها يمكنها أن تُعيد تشكيل نظام المساعدات الإنسانية في المستقبل.
الإطار النظري
1. تحتل الجهات الخاصة الفاعلة على المستوى العالمي (المنظمات غير الحكومية، الصليب الأحمر) أو الجهات الدولية (وكالات الأمم المتحدة، الإتحاد الأوربي) ومنذ زمن مركزا هاما في مجال العمل الإنساني. بعد تسونامي ألفين وأربعة وبالرغم من التفاعلات وبعض الشراكات المعتادة بدأت فكرة تعاون مُعزّز ومُرشّد بين مختلف العاملين في المجال الإنساني تنتشر. من شأن هذا الإجراء أن يطلعنا على حجم المساعدات المقدمة من طرف كلّ الجهات مع تفادي ازدواجية تقديم المساعدات وتحسين التنسيق بين هذه الجهات لخلق شبكة واحدة.
2. لقد بدأ هذا التحكيم العالمي للمجال الإنساني تحت إشراف الأمم المتحدة المكلّفة بتوجيه كلّ الجهات العاملة في هذا المجال على المستوى العالمي.
تحليل
منذ عام ألفين وخمسة، تَمّ أوّلا وضع على الواجهة إعادة تشكيل القطاعات الرئيسية أو الكتل المقابلة للمجالات العملية أو العارضة. أمّا ثانيا فقد تركز الجهد على إعادة تنظيم التمويل وذلك عن طريق إنشاء هيكل مالي (الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ) والذي يهدف إلى أخذ مكان الأنظمة التي تنادي بجمع الأموال الخاص بكلّ وكالة من وكالة الأمم المتحدة. بالإضافة إلى هذا تم أيضا وضع أمانة عامّة (مع مكتبها والذي يقوم بتنسيق الشؤون الإنسانية) وهذه الأمانة تشرف على جميع الجهات العاملة في المجال الإنساني.
اعترف جون هولمس الأمين العام للشؤون الإنسانية بتقصير آليات التنسيق هذه في أحداث هايتي. علاوة على ذلك، واجهت هذه الآليات منافسة أو حتى طمس من طرف دول أخرى خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية لا سيما أنّ هذه المساعدات انتشرت على محور عسكري إنساني ولقد أثار هذا التدخل الأمريكي بعض التساؤلات. أوّلا لأنّ هذا التدخل سُجّل في بداية سنوات التسعينات ولقد تم بسرعة التخلي عنه بسبب أمور عملية : سلسلة من الإخفاقات بداية من الصومال إلى رواندا أين أثبت عدم فعاليته والسبب الآخر هو كون مثل هذا التدخل يطرح تساؤلات حول أسس ومبادئ العمل الإنساني. وما حصل في أفغانستان عام ألفين وواحد مع فرق إعادة الإعمار الإقليمية أكّد شرعية مثل هذه التساؤلات. ثانيا هذا التواجد العسكري الإنساني ليس تواجد الفارس الأبيض المنقذ في منطقة خالية من أية مساعدات أخرى. فعلا قبل تواجد الولايات المتحدة الأمريكية بادرت المنظمات غير الحكومية الهايتية أو العالمية مثل منظمة أطباء بلا حدود و منظمة مكافحة الجوع ومنظمة مكافحة الفقر إلى إغاثة الشعب في هايتي وذلك إلى جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر والعديد من منظمات الصليب الأحمر الوطنية. لقد قامت منظمة أطباء بلا حدود باعتبارها الفرع الفرنسي الوحيد بإنشاء في غضون بضعة أيام أربع مستشفيات في حاويات أو هياكل قابل للنفخ كما قامت بمعالجة منذ كانون الثاني عشرات الآلاف من الجرحى. أمّا بالنسبة لمنظمة مكافحة الجوع فهي تساعد كلّ يوم مائة ألف شخص ببرامجها فيما يخص مياه الصرف الصحي. وأخيرا لعبت كلّ من منظمة “التضامن” و”اوكسفام” ومنظمة مكافحة الفقر والصليب الأحمر الفرنسي والعديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة دورا رئيسيا لمساعدة الأشخاص بدون مأوى والنازحين.
توحي السرعة التي ناقشت بها الحكومات إعادة الإعمار على المستوى العالمي خلال المؤتمر الذي انعقد في نيويورك الواحد والثلاثون من آذار ألفين وعشرة أنّ الأزمة الإنسانية قد انتهت. ولكن العكس هو الذي يحدث فمرحلة ما بعد الطوارئ لا تقتصر فقط على عوامل تقنية (عدد الأشخاص من دون مأوى، الجرحى، النازحين في الداخل نحو مدن أخرى أو نحو الأرياف، عدد البنايات المُدمّرة) أوعلى فترة زمنية تقاس ببضعة أسابيع. الأزمة ستستمر على مدى شهور أو ممكن على مدى سنة أو سنتين. لا تزال الاحتياجات الإنسانية على المدى القصير مُعتبرة والأولية حاليا تتمثل في توفير الميزانيات والتمويلات وكذلك الموارد البشرية والمادية لمواجهة الأزمة. وهناك خطر حقيقي من أن تفاقم الأمطار والعواصف الاستوائية والأعاصير الوضع. من الجدير القول بأنّ إعادة إعمار هيتي يتطلب إشراك كلّ المجتمع المدني عن طريق المنظمات غير الحكومية وأيضا إشراك جمعيات الشتات والمجتمعات المدنية للشراكات الدولية.
لقد ألقى هذا الزلزال الضوء على معطيات لا طالما قللنا من أهميتها والتي يجب أن تتصدر الأجندة العالمية من الآن فصاعدا. في كوكب يزداد تحضرا ويكتظ يوما بعد يوم (خمسة وعشرون مدينة تضم أكثر من عشرة ملايين نسمة عام ألفين وخمس وعشرون ومنها عشر مدن ستضم أكثر من عشرون نسمة) سيسبب هذا النوع من الكوارث في العقود القادمة خسائر بشرية ومادية معتبرة خصوصا في الدول الفقيرة. ولقد أظهرت هايتي أنّ كلما كان الشعب يعيش في فقر كلما زاد تأثره بالكوارث. وبالتالي قضية التنسيق بين العاملين في هذا المجال تزداد أهمية. ومع ذلك، إذا صار التحكيم العالمي في مجال العمل الإنساني بيد الحكومات فإنّ دور الجهات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة سيكون في هذه الحالة مطروحا للنقاش و سيخضع المستوى الأمثل لإغاثة ومساعدة الضحايا لاعتبارات سياسية وسيؤدي هذا إلى تفكك المنظمات وانخفاض حاد في المساعدات.
المراجع
Action Aid, The Evolving UN Cluster Approach in the Aftermath of the Pakistan Earthquake: An NGO Perspective, Londres, Action Aid International, 2006
Adinolfi Costanza, Bassiouni David, Lauritzsen Halvor, Williams Roy, Humanitarian Response Review, OCHA, New York, Geneva, 2005
Chevallier Éric, “Politique et catastrophes naturelles”, Questions internationales, Paris, La documentation française, 2006
FICR, Rapport sur les catastrophes dans le monde, Genève, HCR, 2009
Makki Sami, Militarisation de l’humanitaire, privatisation du militaire, Paris, CIRPES. Coll. Cahiers, 2004
Ryfman Philippe, Une Histoire de l’humanitaire, Paris, La Découverte. Coll. Repères, 2008
Mar 18, 2010 | Passage au crible (arabe), حقوق الإنساﻥ, ﺍلصناعة الرقمية, ﺍلصين
كتبه: الكسندر بوهاس Alexandre Bohas
ترجمه: خالد جهيمة Khaled Jhima
Passage au crible n°18
لقد أعلنت شركة جوجل, في يناير 2010، توقُّفَها عن فرض رقابة على موادها، وهو ما قبلته حتى الآن بناء على طلب من الحكومة الصينية. لكنها قد تضطر إلى تخليها عن هذا السوق، بسبب دخولها في صراع إرادات مع تلك الحكومة.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
تقوم صناعات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات بالتعاون مع السُّلطات العامة، التي تَرغب في الحصول على معلومات عن الأعمال غير الشرعية التي ترتكب على الشبكة العنكبوتية. لكن شركة جوجل، على عكس شركات منافسة أخرى، مثل ياهو، بدت دائما مُترددة في تقديم معلومات كهذه، بل إنها رَفضت التعاون مع وزارة العدل الأمريكية فيما يَتعلق بقضايا إباحية؛ لذا فقد تفاجأ كثير من المعلقين بقبول مديريها، في عام 2006، القيودَ التي فَرضتها عليها بكين لكنها قررت أخيرا عدم الانصياع لها مُجَدَُدا.
إن من الواجب معرفته، أن قطاع الانترنت ينمو في الصين بنسبة 4% سنويا، ويضم الآن 340 مليون مستخدِما؛ ليصبح على وشك احتلال المرتبة الأولى في السوق العالمية. لذا فقد قام النظام الشيوعي، بسبب هذا النمو الاستثنائي، على غرار سوريا، والسعودية، وإيران، بوضع آليات قانونية وشُرَطية بُغية مُراقبته. هكذا يقوم حوالي 3000 شخص بمراجعة تطبيق الستين لائحة التي تضم التشريعات ذات الصلة، آلية الدرع الذهبي الذي يوقف المواقع غير المرغوب فيها منذ عام 1998. لقد قام، في هذا السياق، فريق من الباحثين من جامعة هارفارد من إحصاء 18931 موقعا لا يمكن الولوج إليها؛ لأسباب سياسية. من ناحية أخرى، فإن السلطات تَتَّبِع، في هذه المجالات، حِمائيَّة مُقنَّعة؛ لذا فقد تَعرَّض جوجل، على غرار مستثمرين أجانب آخرين، بانتظام لهجمات إليكترونية مستهدفة أنظمته المعلوماتية، واضطُر إلى مواجهة اتهامات لا أساس لها من الصحة، تذهب إلى أنه يعزز نشر مواد إباحية.
الإطار النظري
1. تحدي هيمنة القوة الأمريكية النَّاعمة. تَرغب الحكومة الصينية، بفرضها رقابة واسعة على الوصول إلى التعبير الرقمي، في اختيار سبل العيش، والتمثيلات الجماعية التي تقوم الشركات متعددة الجنسيات بنشرها. تُوَلِّد هذه المعارف، في هذه الحالة، رهاناتٍ لها علاقة بالسلطة، لم يقدر جوزيف ني (Joseph Nye) مداها حق قدره، بضمها تحت مصطلح القوة الناعمة. هذه المعارف، التي تَصوغ المجتمعات الأجنبية، تظل على العكس أصل السلطة الهيكلية للولايات المتحدة الأمريكية. إن البعد الثقافي هذا يمَكِّن من تفسير التوترات الحالية بين جوجل، والصين، على عكس النظريات الكلاسيكية، كنظريات روبير جيلبين (Robert Gilpin)، وجون ميرشايمر(John Mearsheimer)، وروبيرت كويهان (Robert Keohane ) مثلا، التي تقصر تحليلاتها على الاقتصادية العسكرية.
2. التعدد الاقتصادي ـ السياسي للمجال الدولي. ينبغي، بعيدا عن حصر هذا الصراع في علاقات بين الدول، تحليلُ التداخلِ بين شؤون العالم بكل تعقيداتها : أ ) في إطار العلاقات بين الشركات والدول، كالذي شرعت فيه سوزان سترانج (Susan Strange )، ب) باستهداف تعدد الأنشطة الاقتصادية، والثقافية، والسياسية، كذلك الذي استخدمه فيليب سيرني (Philip Cerny) في تحليله له. يقود هذا الأخير، بسبب العولمة، إلى بناء مشهد عالمي عبر حزمة متباينة، ومتنامية من الفاعلين ذوي خطابات مختلفة، بل متعارضة. يفهم من ذلك أنه يمكن للأهداف الرِّبحية، وذاتِ الطاَّبع التجاري، أن تقود جوجل إلى تعبئة الرأي العام على المثل السياسية العليا.
تحليل
الصينية إلى الانترنت باعتبارها إعلاما خَطِرا؛ لأنها تعمل، على المستوى العالمي، بطريقة شبكية، وبدون سلطة محددة. كما أنها تستقر بحكم الأمر الواقع، باعتبارها مكانا للتعبير السياسي، في فضاء عام غيرِ مُراقب، وخَطِر مُحتمل على السلطة القائمة. لكنها تحتوي في الوقت نفسه أيضا، بالنظر إلى كونها وسيلة اتصال، على كمية من المعلومات عن المعارضين للحزب الشيوعي. لكن لنتذكر أن جوجل، باعتباره محركَ بحث، ومزَوِّدَ خدمات على الشبكة العنكبوتية، يُؤسس نجاحَه التجاريَّ على الثقة التي يمنحها له المستخدمون، وعلى القدرة التي تمتلكها الشركة على تزويدهم بالمعلومات بجميع أنواعها. من جهة أخري، فإن ثقافة إنجليزية أمريكية مبنية على احترام الحريات الفردية ، تُلهم عملها؛ لأنه يمكن لكل فرد الاتصال ، والفعل، والتفاعل بحرية مع أي كان. أما فيما يتعلق بالمسؤولين، فإن استيلاء الصينيين على هذه الأداة يمكن أن يَقود إلى سياساتٍ تخريبيةٍ قادرةٍ على تنمية حرية التعبير، وعلى هز النظام. هناك كثير من العناصر التي يبدو صعبا التوفيقُ بنها وبين الطبيعة الاستبدادية للجمهورية الشعبية.
يُضاف إلى ذلك أن الإجراءات التقييدية التي تفرضها لسلطات العامة تسلط الضوء على اعتراض عميق على النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية. لقد بدأت جمهورية الصين الشعبية، في الواقع، تؤكد نفسها باعتبارها (قوة صاعدة) بحسب تعبير روبيرت جيلبين (Robert Gilpin) الذي استخدمه في تحليله لصراعات الهيمنة، كما أنها تبدو، بفضل رفاهيتها، نموذجا متميزا للتنمية الرأسمالية. إذا كانت واشنطون تحتفل بمجتمع قائم على سوق الحرة مؤسسة على الملكية الخاصة، والحقوق الفردية، فإن مملكة الوسط تقترح، فيما يتعلق بها، تنظيما اجتماعيا ذا تسلسل هرمي واسع، وسلطوي تلعب فيه الدولة دورا أساسيا. لكن، على الرغم من أن هذا الأخير تَكيَّف مع رأسمالية مُعَولمة، فإنه يستمر في رفض التطورات الاجتماعية السياسية ذاتِ الطابَع الغربي بحزم
.يأتي هذا الخلاف الجديد بين السلطة المركزية ، وجوجل في تكوين اقتصادي تجد فيه الشركة نفسها بعيدة جدا عن منافسها بايدو (Baidu)، لأنها، بدخلها المقدر بستمائة مليون دولار، لا تستحوذ سوي على 31% من السوق، في حين أن منافسها الصيني يملك 63% ، بنمو سنوي قدره 39%، مما يعني تأخرا كبيرا بالنسبة للشركة الأمريكية. كما أن قرارها بعدم فرض رقابة على موادها، يمنحها في الوقت نفسه، شرعية هائلة، ورأس مال إعلامي واسع، باعتبارها مدافِعة عن المستخدمين للانترنت، وعن حرياتهم. يضاف إلى هذا المُكتَسب الرَّمزي، أيضا، ميزة تنافسية، لأن المعلومات المفروض عليها رقابة تتواجد فقط على موقعها، مما يُمكِّنها من رفع نسبة اللجوء إلى محرك بحثها في المستقبل. تُظهر هذه المواجهة، في النهاية، إلى أي درجة استثمرَ فيها فاعلٌ غيرُ دولي الحرياتِ العامة، والحقَّ في الحصول على المعلومات، في إطار دولة ـ شركة.
مهما يكن المخرج لهذا الصراع، فإن هذه التوترات تُكَذِّب بالفعل النظريات التَّطورية ـ ضِمن منطِق تحول ديمقراطي ـ التي تعتقد، من خلال الانفتاح الاقتصادي، بإحساسها بوجود خطوة أولى نحو الديمقراطية في الصين. لكن هذه الأخيرة تتبنى نموذجا سياسيا اقتصاديا آخر مخالفا للنموذج الغربي، مما يجعلها منافسا حقيقيا للتفوق الأمريكي.
المراجع
Bohas Alexandre, Disney. Un capitalisme mondial du rêve, Paris, L’Harmattan, 2010
Bohas Alexandre, « The Paradox of Anti-Americanism: Reflection on the Shallow Concept of Soft
Power », Global Society, 20 (4), oct. 2006, pp. 395-414
Damm Jens, Thomas Simona (Eds.), Chinese Cyberspaces : Technological Changes and Political Effects, London, Routledge, 2006
Gilpin Robert, War and Change in World Politics, Cambridge, Cambridge University Press, 1981
Hughes Christopher, Wacker Gudrun (Eds.), China and the Internet: Politics of the Digital Leap Forward, London, Routledge, 2003
Watts Jonathan, « China’s Secret Internet Police Target Critics With Web of Propraganda », The Guardian, 14 June 2005
Feb 27, 2010 | Passage au crible (arabe), منظمة الأمم المتحدة
Armelle Le Bras-Chopardآرمل لو برا-شوبار
فؤاد القيسي Fu’ad Al-Qaisi
Passage au crible n°17
طُرحت اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة – التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 من الشهر الثاني عشر لعام 1979- قبل ثلاثين عاما، في الأول من الشهر الثالث لعام 1980، على الدول للمصادقة عليها ؛ فصوت 95% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لصالحها. غير أن بعض الدول لم تصادق عليها، كما عبرت أخرى عن تحفظها عليها؛ إذ نَصَّبت هذه الدول تقاليدها فوق القانون الدولي. تمت إضافة بعض البنود لاحقا إلى البروتوكول الإضافي يوم 6 من الشهر العاشر لعام 1999، الذي دخل حيز التنفيذ عام 2002، ليصبح ميثاقا أكثر إلحاحا.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
بدات النساء في تنظيم أنفسهن على المستوى الدولي منذ نهاية القرن التاسع عشر ، وطالبن باعتماد اتفاقية دولية حول المساواة في الحقوق والواجبات بين الجنسين؛ فشكلت هيئة الأمم المتحدة، بضغط من الجمعيات النسائية، لجنة دولية حكومية حول “أوضاع المرأة”. عكفت على وضع معايير دولية, ساهمت الاتفاقية لاحقا في إضفاء صفة المؤسسية عليها..
تطمح هذه الاتفاقية إلى ردم الفجوة بين الجنسين, من خلال مكافحة جميع أشكال التمييز ضد النساء؛ فهي تطمح إلى إحلال المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء في كل المجالات (المدنية، الثقافية، الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية) باتخاذ التدابير التشريعية على المستويات الوطنية.
انتخبَ أطرافُ الاتفاقية لجنة من 23 خبيرا مستقلا أوكِل إليها متابعة تطبيقها؛ وكتابة تقرير سنوي إلى الهيئة العامة للأمم المتحدة، ودراسة التقارير التي تقدمها الدول المشاركة كل أربع سنوات. كما تقوم بدعوة هذه الدول، و المؤسسات المختصة، والمنظمات غير الحكومية الناشطة في هذا المجال، وتستخلص بعد ذلك النتائج من هذه التقارير, وتصدر التوصيات والاقتراحات. غير أنه اتضح استحالة علاج الانتهاكات التي تتعرض لها الأجهزة القضائية على أرض بعض الدول؛ لذا جاء البروتكول الإضافي بمرحلة جديدة تسمح بإيصال الطلبات الفردية أو الجماعية.
الإطار النظري
1. حقوق الإنسان. تعتبر الاتفاقية, لأول مرة, التمييز ضد المرأة انتهاكا للحقوق. لقد اتضح أن الإطار المرجعي الداخلي – ميثاق الأمم المتحدة، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان- كان مقتضبا وعاما. لذا فقد تناولت قضية الحق في تنظيم وتحديد النسل بالإضافة إلى موضوع المساواة بين الجنسين. لكنها تبقى أولا وآخرا اتفاقية تعنى بالمساواة والعدالة، وتعود أهدافها المرجوة بالخير على الإنسانية قاطبة.
2. التنمية. تعكس الاتفاقية بعدا ديمقراطيا، واقتصاديا، واجتماعيا؛ إذ تعتبر مكانة المرأة في المجتمع أحد معايير (مؤشرات التنمية الإنسانية) في نظر (برنامج الأمم المتحدة للتنمية). كما تشكل استقلالية المرأة – خصوصا في الجانب التعليمي والتربوي- أحد شروط مكافحة الفقر؛ فأصبح هذا الشرط الهدف الأول لـ (المساعدة العامة في التنمية). كما تعد المساواة الحقيقية بين الجنسين في مجال العمل – وهي نسبة لم تسجل في دول الشمال إلى لآن – مؤشرا على النمو والتحضر. أضف إلى ذلك المسألة الديمقراطية؛ فتواجد المرأة في مراكز صنع القرار يعد مؤشرا على التنمية. إنها عملية حتمية للتماسك الاجتماعي؛ تلك التي تعنى باندماج الجنسين والتقائهما على قيم وأهداف مشتركة, يسهل تطبيقها على مستوى أوسع من المستوى الوطني، أي على مستوى المنظمات والمؤسسات المحلية..
تحليل
تبقى هذه الاتفاقية مجهولة على خلاف اتفاقيات أخرى تُعنى بحقوق الإنسان، ويلاقي تطبيقها كثيرا من الصعوبات لغاية هذا اليوم, على الرغم من توقيعها من جميع الدول الأعضاء, باستثناء الصومال، والسودان، وإيران عليها كما أن الولايات المتحدة لم تصادق عليها, بسبب اعتراض المعارضة المسيحية على الحقوق المتعلقة بالانجاب. أما الدول الأخرى, فكان لها تحفظات تَحد من فائدة النص؛ فرفضت إدراج البنود الأكثر إلحاحا وجدلية في تشريعاتها الوطنية. لقد رفضت ماليزيا بعض البنود التي تعتبرها مخالفة للشريعة الإسلامية، ورفضت الجزائر بنودا تعتبرها تنتقص من سيادتها, و طبقت نيجيريا المادة 15رقم -المتعلقة بالمساواة بين الجنسين أمام القانون, و بحرية التنقل- على النساء الغير متزوجات. كما لاقت المواد المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في الزواج، والعلاقات العائلية – الولاية، العمر الأدنى للزواج – تحفظاتٍ كثيرة, خصوصا لدى دول المغرب والمشرق العربيين؛ التي بررت تحفظاتها بالشريعة الإسلامية. لذا نلاحظ, في آخر الأمر, أن البروتوكول الإضافي, على الرغم من قوته وإلحاحه، يبقى اختياريا بالنسبة للدول المشاركة في الاتفاقية. لكنه يشكل, مع ذلك كله, تقدما ملحوظا يَُسَهِّل ترجمة التدابير القانونية إلى أفعال على أرض الواقع. إذ تجدر الإشارة إلى قيام دول هذه الهيئة، داخل هذا الإطار، بفتح تحقيق حول عمليات اختطاف وقتل النساء في المكسيك؛ مما كشف عن استمرار العنف ضد المرأة في هذه المنطقة.
تُستخدم هذه الاتفاقية عموما في الضغط على الحكومات من قبل بعض النساء بغية تحسين أوضاع المرأة في بلدانهن كما حصل في غانا -التي صادقت على الاتفاقية عام 1982- بإصدارها قانونا عام 2006 يقضي بسجن كل من يقوم بختان الإناث. كما شجعت مصر أيضا حملة محو لأمية الفتيات, تهدف إلى تقليل نسبة الأمية إلى 11% بين عامي 1986 و1996.
تُعد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، بغض النظر عن العقبات، أداة ضغط مهمة لدفع عجلة القضية النسائية على الصعيد الدولي, على الرغم من قناعتنا بأن عولمة تتسم بالمساواة تظل أمرا طوباويا. أما بالنسبة للحاضر، فإن كل المنظمات غير الحكومية والجمعيات تعمل على إبراز أهمية محاربة الأفكار النمطية، وتنوي العمل على تغيير السلوكيات, والترويج لثقافة المساواة بين الجنسين في المرحلة القادمة؛ إنها تطمح, باختصار, إلى إحداث تغيير جذري في تنظيم مجتمعاتنا المدنية.
المراجع
Falquet Jules, De Gré ou de force. Les femmes dans la mondialisation, Paris, La Dispute, 2008
Helena Hirata, « Femmes et mondialisation » in : Margaret Maruani (Éd.), Femmes, genre et société, l’état des savoirs, Paris, La Découverte, 2005
Sénac-Slawinski Réjane, L’Ordre sexué. La perception des inégalités femmes-hommes, Paris, PUF, 2007
Women Watch, site de l’ONU: http://www.un.org/womenwatch/