PAC 71 – فشل التعددية غير المقيدة قمة ريو +20، 20-22 يونيو 2012

مقال: كليمون بول Clément Paule

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°71

PAC 71, Rio+20Source : Wikipedia

استضافت العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو من 20 إلى 22 يونيو 2012 مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة (United Nations Conference on Sustainable Development) الذي جمع الحدث أكثر من 000 40 مشاركا – من بينهم الشركات المتعددة الجنسيات، المزارعين، السكان الأصليين، المجتمعات المحلية، المنظمات غير الحكومية، العلماء والنقابات – اضافة إلى قرابة 130 من رؤساء الدول والحكومات . توج هذا الاجتماع مرحلة طويلة من المفاوضات التي بدأت في 2010، حيث أعاد طرح القضايا البيئية في جدول الأعمال الدولي وتحديد الأهداف متوسطة المدى للجهات الفاعلة المعنية. وقد تم تناول مواضيع عديدة كالتخفيف من الغازات الدفيئة، التهديدات التي يتعرض لها التنوع البيولوجي إضافة إلى إزالة الغابات والتوسع الحضري العشوائي. وقد أدى هذا المؤتمر إلى نشر نص 49 صفحة بعنوان – المستقبل الذي نريد – توضح فيه 283 نقطة وجهات النظر والتزامات – حوالي 700 – الأطراف الموقعة. بالإضافة إلى ذلك، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى نجاح اتحاد القطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل التوفيق بين الازدهار الاقتصادي والحفاظ على السلع العامة العالمية.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

تجدر الإشارة إلى أنه يتم عقد هذه الاجتماعات العالمية كل عشر سنوات منذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الأول حول البيئة في ستوكهولم خلال فترة 05-16 يونيو 1972. تواصلت هذه العملية المعيارية في نيروبي في عام 1982، ريو في عام 1992 وجوهانسبرغ في عام 2002. أدت هذه الاجتماعات المتسمة بتباين النتائج إلى إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 1972 ووضع الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ عشرين عاما بعد ذلك. نذكر في هذا الصدد إنجازات قمة الأرض في عام 1992، التي وصفها منظميها باللحظة التاريخية للبشرية نظرا لدورها في التوعية بالأخطار التي تهدد البيئة. يعبر كل من اعتماد جدول أعمال القرن 21 وتوقيع اتفاقيتين ملزمتين لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على التنوع البيولوجي على هذا التقدم. في عام 1997، هدف بروتوكول كيوتو – الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2005 – إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وأكد تعزيز التعاون الدولي بشأن هذه المسألة.
ومع ذلك، مثل الفشل الذريع لمؤتمر الأطراف الخامس عشر في كوبنهاغن عام 2009 نكسة نظرا لتمكن الولايات المتحدة والصين من إيقاف المحادثات. في العام التالي، أعطت لقمة كانكون إشارات إيجابية بخصوص التعددية، بما في ذلك فكرة إنشاء صندوق أخضر لمساعدة البلدان النامية التي أصبحت أكثر انخراطا. يمكن ادراك قمة ريو +20 في هذا المنظور كقمة رمزية وحاسمة في السعي لتحقيق الأهداف المحددة منذ عام 1992.

الإطار النظري

1. الانهيار المنتَظَر لحكم مجزأ. تبين الشكوك حول المؤتمر قبل افتتاحه صعوبة المفاوضات في نطاق اجتماع منظم حول الفجوة بين الشمال والجنوب. هذا ما يبدو كنبوءة متحققة تؤثر على توقعات الأطراف.

2. الاقتصاد الأخضر وتسليع السلع العامة العالمية. يظهر الاقتصاد الأخضر كصورة رمزية جديدة للتنمية المستدامة، و يمثل أحد المقترحات الرئيسية للدول الصناعية لتجمع بين حماية البيئة و المنطق الرأسمالي. ومع ذلك، فقد كان هذا المفهوم موضوع انتقادات مختلفة ناتجة عن تحالفات غير متجانسة من المشاركين.

تحليل

أنهى المفاوضون صياغة البيان الختامي قبل ساعات قليلة من الافتتاح ووصول رؤساء الدول والحكومات لتجنب تكرار أخطاء كوبنهاغن. تجدر الإشارة إلى أن المندوبون لم يوافقوا إلا على ربع الفقر 283 في بداية شهر يونيو 2012 المصادق عليها بعد ذلك. يبدو أن هذا التسرع قد حد أفق الإمكانيات التي يتيحها الاجتماع بنفس قدر أثر الارتجال الذي ميز مؤتمر الأطراف الخامس عشر في نهاية عام 2009.أما بشأن التقدم المحرز في النص، فقد رحب العديد من المعلقين بدمج أهداف التنمية المستدامة والمكونات البيئية للأهداف الإنمائية للألفية. ومع ذلك، وجهت انتقادات لعيوب الوثيقة : ثبت من جهة فشل مشروع المنظمة العالمية للبيئة. كانت حيث كانت تهدف هذه المبادرة بدعم من الاتحاد الأوروبي إلى إصلاح الإدارة العالمية للبيئة، والتي تتجسد حاليا في الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف. من ناحية أخرى، رغم تأكيد الموقعون على تعزيز الاقتصاد الأخضر، تجدر الإشارة إلى غياب تعريف واضح لهذا المفهوم الذي تنادي به دول الشمال. وبعبارة أخرى، تبينت نتائج شهور من المفاوضات مخيبة لآَمال الناشطين في الدفاع عن البيئة.
في الوقت الراهن، يبدو من الصعب إجراء تقييم شامل للوضع. نلاحظ أن غالبية الأطراف قد عبروا عن شكوكهم في الأسابيع التي سبقت المؤتمر الدولي. تشهد قمة ريو +20 على تأثير التكوين الدبلوماسي الذي تنظم حول الفجوة بين الشمال والجنوب -الدول الصناعية تواجه مجموعة ال 77 والصين التي تتكون الآن من 132 عضوا – حيث حاولت البرازيل لعب دور وسيط وحكم. هذا ما يشير مجددا إلى مشكلة المسؤولية المشتركة و المتناسبة التي تم مناقشتها مرة أخرى دون أي تقدم ملحوظ. رغم الوصول إلى اتفاق رسمي تحت اشراف البلد المضيف، فإن التعددية دون قيود – التي أعاقت الاجتماع الذي عقد في كوبنهاغن في أواخر عام 2009 – تواجه مشكلة نقص واضح في القيادة. من هذا المنظور، فإن المفاوضات المطولة هي أقرب إلى سلسلة من الصراعات التي يعجل في حلها من أن تكون مشروعا تعاونيا على المستوى العالمي. يبدو أن بلورة علاقات القوة قد عززتها الأزمة الاقتصادية – وخاصة في منطقة اليورو – حيث لا يشجع الوضع الراهن أي التزام مالي على المدى المتوسط. تجدر الإشارة إلى الغياب الملحوظ لباراك أوباما، انجيلا ميركل و ديفيد كاميرون رغم حضورهم في 18 و 19 يونيو 2012 في قمة G20 بالمكسيك. من الواضح أن هذا الإجماع النهائي المحدود يندرج في متابعة حركة بدأت قبل عشرين عاما مؤكدا على اتهامات الجمود.
نتج عن مؤتمر ريو +20 – الموصوف بالفشل البارز من طرف منظمة غرين بيس- احتجاجات متعددة اتسمت بعدم التجانس. وهكذا استفادت العريضة التي أطلقها الفنانين ومشاهير هوليوود للحرم القطب الشمالي من تغطية إعلامية واسعة، حيث نددت المنظمات غير الحكومية والجماعات المدافعة عن البيئة بهيمنة المنطق الاقتصادي على العملية. في هذا الصدد، رفضت دول منتجة للنفط، مثل كندا وفنزويلا خفض الدعم للوقود الأحفوري. كما تم الكشف عن دور ضغوطات الشركات متعددة الجنسيات في تعميم آليات التجارة كأدوات للتنظيم البيئي، وذلك تماشيا مع سوق الكربون الناشئة عن بروتوكول كيوتو. فظهر مفهوم الاقتصاد الأخضر كحل وسط غامض يقوم على حماية السلع العامة العالمية بالاستفادة منها عن طريق دمجها في هياكل الهيمنة. وقد دافع هذا الموقف الناقد بعض الأطراف في الجنوب، وفي مقدمتهم رؤساء بوليفيا والاكوادور الذين انتقدا شكلا مقنعا من أشكال الاستعمار تحت ستار الانشغالات البيئية. كما نددت الشعوب الأصلية – وخاصة في البرازيل وأمريكا الجنوبية أين غالبا ما تهدد المشاريع التنموية وجودها- بهذا الوضع الناتج عن الافتراس غير المنضبط للثروات على حساب الممارسات المحلية. ولذلك، فإن الحفاظ على السلع العامة العالمية هو أكثر من أي وقت مضى جزء لا يتجزأ من النظام الاقتصادي السائد على الصعيد العالمي في ظل عدم تجديد نموذج وصل إلى حدوده.

المراجع

Déclaration finale du sommet Rio+20 intitulée The Future We Want, consultable à l’adresse web : http://www.uncsd2012.org, 30 juin 2012
Jacquet Pierre, Tubiana Laurence, Pachauri Rajendra K. (Éds.), Regards sur la Terre 2009. La gouvernance du développement durable, Paris, Presses de Sciences Po, 2009. Coll. « Annuels ».
Site de l’IDDRI (Institut du Développement Durable et des Relations Internationales) : http://www.iddri.org, 1er juillet 2012
Uzenat Simon, « Un multilatéralisme sans contraintes. Les engagements des États dans le cadre de Copenhague », Passage au crible (15), 18 fév. 2010

PAC 70 – أزمة معولمة التنديد بالوضع الغذائي في اليمن

مقال: أرمان سويماز Armand Suicmez

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°70

Pixabay, Yemen

أصدرت سبع منظمات غير حكومية في 23 مايو 2012 بيانا صحفيا بخصوص المجاعة الحالية في اليمن. تأثر ما يقارب من نصف السكان – غالبيتهم أطفال- بهذه الأزمة على خلفية الحرب الأهلية والنزوح الجماعي للسكان اللذان مسا الدولة. في هذا السياق، يعتبر الأطراف الفاعلون في مجال التنمية المساعدات الطارئة غير كافية.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

يواجه اليمن منذ توحيده سنة 1990 – الجمهورية العربية في الشمال و الديمقراطية الماركسية أيديولوجيا في الجنوب –مشاكل كبيرة بين هاتين المنطقتين رغم أن اكتشاف النفط والغاز في نهاية الثمانينات قد بشر بازدهار الاقتصاد، حتى لو لم تنضم الدولة إلى منظمة الأوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط)، أو الأوابك (منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول). ومع ذلك، فإن الافتقار إلى البنى التحتية لا يسمح بتطوير عملية استغلال فعالة علما أن تصدير مواد الطاقة الخامة يمثل 70٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
أدى ارتفاع قيمة المنتجات الزراعية في الفترة 2007-2008 إلى العديد من الأزمات في أفقر مناطق العالم إضافة إلى بعض البلدان الصناعية. يرجع هذا الوضع إلى الحد من الأراضي الصالحة للزراعة – بشكل رئيسي في آسيا- و التوسع العمراني الهائل إضافة إلى التزايد المستمر في احتياجات دول البريكس BRICS (البرازيل، روسيا، الهند ،الصين، وجنوب أفريقيا) مما قاد مجلس شيكاغو للتجارة Chicago Board of Trade و بعض الساحات المالية الأخرى للمضاربة على المتوجات الأساسية مثل الحبوب و مشتقات الألبان.
يحتل اليمن مع قدرة شرائية تعادل 2500 دولار لكل فرد في السنة المرتبة 173 في تصنيف الأمم المتحدة العالمي في مجال التنمية البشرية. دفع تقلب 70٪ من أسعار السلع اليمنيين إلى تخصيص ما يقرب من 80٪ من الأجر اليومي للطعام في أحد أفقر مناطق العالم.
يعتبر أغلب الضحايا من الأطفال – 43٪ من السكان تقل أعمارهم عن 15 عاما- الذين ” تسحبهم أمهاتهم من المدرسة للتسول في الشوارع”1. تندد المنظمات غير الحكومية كأوكسفام Oxfam ومنظمة إنقاذ الطفولةSave the Children و منظمة المساعدات و الإغاثة التعاونية في كل مكان (كار) Care بالوضع السخيف في اليمن لأن الطعام لا يزال متوفرا في الأسواق المحلية. ومع ذلك، لا يملك نصف السكان المال الكافي للغذاء نظرا إلى تصنيف جد عالي.
تساهم الصراعات/ أو تحالفات بين الانفصاليين، القبائل و تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اجبار المدنيين على النزوح الجماعي، لذلك يعيش ما يقارب من 500000 شخص الآن في المنفى. وفقا لمفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يؤدي تكاثر مخيمات اللاجئين اليمنيين إلى تفاقم الفقر وزيادة كبيرة في العنف. تدين الأطراف الفاعلة بنقص الموارد المادية علما أنه لم يتم التوصل إلا إلى 43٪ من التبرعات من أصل 447 مليون دولار التي طلبتها الأمم المتحدة لتوفير المساعدات الإنسانية.

الإطار النظري

1. المضاربات على المواد الغذائية. غالبا ما تتكون فقاعات حول المواد الاستهلاكية مرتبطة مع المعاملات النقدية مما يتسبب في ارتفاع الأسعار. تؤدي المخاطرة في الاستثمارات في الساحات المالية الرئيسية إلى ندرة المنتجات و تفاقم المجاعة في الدول النامية.
2. ظهور إقليمية إسلامية. يمثل بناء مجتمع الإسلامي بديلا لهيمنة الشمال ووسيلة لمواجهة الدول الغربية . تمثل قيادة هذا المرجع الرمزي في هذا المجال غير المتجانس رهان صراع بين القوى النامية والقوى الإقليمية الكلاسيكية.

تحليل

مست أزمة الغذاء العالمية منذ عام 2007 على حد سواء الدول الصناعية والبلدان الأقل نموا مثل اليمن. تفسر الأسباب الهيكلية المرتبطة بالتغيرات الاجتماعية الزيادة في الطلب المصحوبة بالانخفاض في العرض. كما تتفاقم هذه الآثار بفعل الماليين الذين رأوا في الأوضاع فرصة سانحة لزيادة أرباحهم. أدى هذا التحول إلى زيادة في القيم المدفوعة لأصحاب الأسهم.
أدى الشراء الآجل وتخزين السلع الأساسية في السابق إلى ارتفاع القيم و زيادة سعر القمح من 145 دولار حتى 230 دولار للطن الواحد. كما يصعب تحمل المناطق ذات الدخل المنخفض زيادة القيم، حيث تجبر السكان على تكريس كافة الأجر اليومي للاستهلاك. تم إثبات هذه الملاحظة من قبل المنظمات غير الحكومية التي تعمل على رصد المعلومات على أرض الواقع، حيث أكدت أن هذه التقلبات تبدو مفتعلة نظرا لعدم ندرة المنتجات في الأسواق المحلية. ومع ذلك لا تزال الأثمان غير متلائمة مع موارد السكان.
يبرز هذا المزج الجزئي- الكلي للجهات الفاعلة اقتصادا معولما. في الواقع، تؤثر قرارات المحافل المالية العالمية مباشرة على القرى النائية في اليمن. كما تُرجع التيارات الاسلامية هذه الأضرار الجانبية إلى فشل النظام الغربي الذي تحاول تقديم نموذج بديل له. أدى هذا التغيير في القيادة إلى توظيف عنصرين أساسيين. حيث يشير إلى عهد التقاليد الإسلامية من جهة، و إلى زيادة المساعدة الإنمائية من جهة أخرى. تعتمد المملكة العربية السعودية بشأن قضية اليمن على كلا العنصرين من أجل فرض وجودها في هذا البلد. نذكر على سبيل المثال أن مناقشات الأمم المتحدة قد عقدت مؤخرا لجمع الأموال، وبالتالي احتواء الأزمة الإنسانية في اليمن. ومع ذلك فقد خصصت المملكة العربية السعودية 3.25 مليار دولار من أصل 4 مليار دولار لحل الأزمة، في حين خصص الإتحاد الأروبي 200 مليون.
يعكس هذا الوضع في النهاية التفاعل المعقد بين البيانات الدينية، الاجتماعية والاقتصادية. فمن الواضح أن اليمن الذي يعيش فيه 55٪ من السنة 45٪ من الشيعة يمثل اليوم رهان هيمنة للقوى الإقليمية. فتحاول المملكة العربية السعودية – مهيمنة تقليدية – لعب دور تعارضه تركيا التي تمركزت في هذا الجزء من العالم.

المراجع

Le Monde.fr, Le Yémen touché par une grave crise alimentaire, http://www.lemonde.fr/proche-orient/article/2012/05/23/le-yemen-touche-par-une-grave-crise-alimentaire_1705873_3218.html, dernière consultation : le 11 juin 2012
Oxfam, Yemen on Brink of Hunger Catastrophe Aid Agencies Warn, http://www.oxfam.org.uk/media-centre/press-releases/2012/05/yemen-on-brink-of-hunger-catastrophe-aid-agencies-warn, dernière consultation : 12 juin 2012
Ravignan Antoine de, « Agriculture : pourquoi ça flambe ? », Alternatives Économiques, (305), sept.2009, p.52
Piromallo-Gambaderlla Agata, « La communauté entre nostalgie et utopie », Sociétés, (87), janv. 2005, pp. 65-73
Hibou Béatrice, « Le réformisme, grand récit politique de la Tunisie contemporaine », Revue d’histoire moderne et contemporaine, (56), mai 2009, pp. 14-39
Rosenau James N., Turbulence in World Politics: a Theory of Change and Continuity, Princeton, Princeton University Press, 1990

1. Le Monde.fr, Le Yémen touché par une grave crise alimentaire, http://www.lemonde.fr/proche-orient/article/2012/05/23/le-yemen-touche-par-une-grave-crise-alimentaire_1705873_3218.html, dernière consultation : le 11 juin 2012

PAC 69 – تناقضات سوق السنيما في الصين اشتراء AMC من قبل المجموعة الصينية واندا ، 21 مايو 2012

مقال: جوستين شيو Justin Chiu

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°69

Wikipédia

اشترت في 21 مايو 2012 مجموعة واندا Wanda الصينية مجموعة الخدمات الأمريكية AMC (American Multi-Cinema)، وهي ثاني أكبر مشغل لدور السينما في أميركا الشمالية. اكتسبت المجموعة 5034 شاشة بفضل هذا الفرع الجديد، و التي تضاف إلى 730 شاشة في الصين. وهكذا أصبحت رائد السنيما عالميا.
أثارت هذه الصفقة مقابل 2.6 مليار دولار (2 مليار يورو) ضجة كبيرة رغم أنها تبعا لكثير من المراقبين لن تسمح للمجموعة الصينية بتحقيق أرباح على الفور. منذ بداية الأزمة، تستمر مداخيل قاعات السنيما في الولايات المتحدة في الانخفاض، حيث سجلت AMC في عام 2011 خسارة صافية قدرها 82 مليون دولار. وعلاوة على ذلك، فإن عملية الشراء لا تؤثر على طريقة عمل AMC. نظرا لاقتناعها بأن هذه الشركة سوف تصبح قريبا مربحة، ستساعدها واندا على تسديد ديونها وتحديث معداتها من خلال توفير 500 مليون دولار. لكن نظرا لافتقار السيولة المالية ، اضطرت واندا للاقتراض من أجل للاستثمار. السؤال الذي يطرح نفسه بالتالي يتعلق بأهداف المجموعة الصينية على المدى الطويل.

> نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

أسس وانغ جيان لين Wang Jianlin في عام 1988 في داليان في شمال شرق الصين مجموعة واندا، والتي تطورت في البداية في قطاع العقارات. بلغت عائداتها في عام 2011 حوالي 105.1 مليار يوان (13 مليار يورو) منها 95.3 مليار يوان( 11.8 مليار يورو) عائدات العقارات التجارية. اكتسب المنتوج الرائد للمجموعة – واندا بلازا-، مجمع يحتوي على مركز تجاري، مركز للترفيه، فنادق فاخرة و مكاتب رضا السلطات المحلية. في الواقع، يمكن أن يبنى الواندا بلازا في غضون ثمانية عشر شهرا، مما يسمح للمسؤولين المحليين بتحقيق أهداف التنمية الحضرية التي وضعتها الدولة، خصوصا في السنوات الأخيرة منذ أن امتدت مشاريع بناء المجموعة إلى مدن متوسطة في البلاد. وعلاوة على ذلك، كونه عضوا في مؤتمر الشعب الاستشاري السياسي الصيني، يتمتع وانغ جيان لين من دون شك بتسهيلات للحصول على تصاريح البناء.
ومع ذلك، فإن تطور الاقتصاد الصيني يتباطأ في حين تشهد أسعار العقارات هبوطا. أعلنت واندا نموا متوقعا بنسبة 11٪ لعام 2012، و هو أقل بكثير مقارنة مع السنوات الثلاث الماضية (40٪). في عام 2011، بلغت قيمة إجمالي أصول المجموعة 203 مليار يوان (25.2 مليار يورو)، تمثل منها 20.5 مليار يوان (2.5 مليار يورو)الأصول الصافية. هذا يعني أن نسبة الدَيْن للمجموعة الصينية وصلت إلى 89.9٪.
تستثمر واندا في مجال الصناعات الثقافية منذ عام 2005 من أجل لتنويع أعمالها. تجدر الإشارة إلى أن هذا القطاع قد أصبح أولوية وطنية في الصين كما يتضح من خلال عقد العديد من النقاشات حول القوة الناعمة soft power. تستفيد المجموعة من دعم الدولة التي تضمن انخفاض أسعار الفائدة، حيث وقعت منذ عام 2010 اتفاقات شراكة مع البنوك القومية الرئيسية الأربعة – بنك الصين، البنك الزراعي للصين، بنك الصين للاستيراد والتصدير وبنك الانشاء والتعمير الصينى – من أجل دعم مبادراتها في القطاع السمعي البصري والسياحة الدولية.

الإطار النظري

1. تمويل الصناعات الثقافية. تدخل عمليات الدمج والتملك على الصعيد العالمي منذ عقدين في إطار استراتيجية إدارية تمكن الحصول بسرعة على حصة من السوق أو التكنولوجيا والدائرة الأمثل لتوزيع المنتجات. عززت عولمة الاتصالات التنمية الرأسمالية لقطاع الإعلام متأثرة بتركيز العرض وتمويل التبادل التجاري. يشرع الرأسماليون الثقافيون في الاستيلاء على حصص جديدة في السوق بدعم من التمويل العالمي.
2. بناء سمعة عالمية. يمكننا تحليل روبرت جيرفيس Robert Jervis من ادراك مفهوم السمعة كعملية بناء اجتماعي. في الواقع، إذا كان كرس طرف الكثير من الجهد للحفاظ على صورته، فذلك يرجع لاقتناعه بأنه قد يستفيد من موارد أكثر أهمية في المستقبل بفضلها. من هذا المنظور، لا ينبغي تحليل اشتراء AMC ببساطة كقرار مالي محض. يمكن اعتبارها عملية رمزية تمكن واندا من كسب المزيد من الوضوح وبناء سمعة أفضل على الصعيد الدولي، حتى لو كان ذلك يعني تحمل المخاطر.

تحليل

تحاول واندا من خلال استحواذها الجديد احتلال الريادة العالمية أكثر من زيادة الأرباح في أسواق أميركا الشمالية، خصوصا وقد خلقت تكلفتها العالية للغاية مفاجأة كبيرة. ساهمت القدرة المالية للمجموعة الصينية في زيادة وضوحها عالميا إضافة إلى التأثير سلبيا على منافسيها المحليين. ومع ذلك، يبقى الرهان محفوفا بالمخاطر لافتقار واندا للسيولة النقدية الكافية ولجوئها إلى القرض. المفتاح لهذه الشركة هو الحصول على أسلوب إدارة AMC والخبرات في تركيب شاشات آي ماكس IMAX. في الواقع، ستعتمد المجموعة من هذه المهارات القيمة بتطبيقها في السوق الصينية. تستهدف واندا في الواقع بواسطة عمل رمزي وبعد دولي سوق السينما المزدهر في الصين.
في عام 2011، تطور سوق السينما في البلاد بنسبة 28.93٪ لتصل إلى 13.12 مليار يوان (1.63 مليار يورو). ينبغي لدعم نمو القطاع بالتالي أن يكون العرض القانوني للأفلام كاف من أجل مواصلة بناء قاعات السينما. وقع نائب الرئيس الصينى شى جين بين Jingpin Xi في17 فبراير عام 2012 خلال زيارته الرسمية الى الولايات المتحدة اتفاقا يمكن من استيراد أربعة عشر أفلام إضافية في شكل 3D أو IMAX، من دون رفع الحصة السنوية من 20 أفلام أجنبية. ردت واندا في 24 مارس 2012 بتوقيع اتفاق شراكة مع شركة IMAX الكندية للتدخل حصريا في بناء مرافق جديدة في الصين. يلي هذا الحدث بعد شراء AMC دخول واندا سينما لاين في بورصة شنغهاي. تظهر التوقعات مواتية على نحو متزايد للمجموعة الصينية. ومع ذلك، فإن الواقع أكثر تعقيدا والتحليل أكثر إشكالا. اضطرت واندا في الواقع إلى التفاوض مع مختلف الشركاء العامين والخواص، و قد دامت المفاوضات مع AMC على سبيل المثال مدة عامين. في الواقع، تكمن قوة واندا الرئيسية في العلاقات الجيدة مع السلطات الصينية و في التحالفات مع مختلف شركائها.
في حين أن سوق الفيلم يزدهر في الصين، يبقى مستقبل صناعة السينما في هذا غير مؤكد لأنه رغم أنتاج 558 فلما طويلا في عام 2011، فقد مثلت الأفلام العشرون الأميركية وحدها 46.39٪ من الدخل الوطني. تبقى هوليوود مرجع موثوق به حتى بالنسبة للجماهير الصينية. أخيرا، نلاحظ أن تطور السوق الصيني يساهم في تعزيز هيمنة هوليوود.

المراجع

Bohas Alexandre, Disney. Un Capitalisme mondial du rêve, Paris, L’Harmattan, 2010. Coll. Chaos International
Braudel Fernand, La Dynamique du capitalisme, Paris, Flammarion, 2008
Caixin – China Economics & Finance, « 万达50亿美元收购资金何来?», [D’où viennent les 50 milliards de dollars de Wanda pour les acquisitions ?], le 11 juin 2012, à l’adresse web : http://magazine.caixin.com/2012-06-08/100398578.html
China National Radio, « 2011年中国电影产量和票房收入均创历史新高 », [La production cinématographique et les recettes en salles en Chine battent les records historiques en 2011], consulté le 15 juin 2012, à l’adresse web: http://www.cnr.cn/gundong/201201/t20120111_509046175.shtml
Cerny Philip G., Rethinking World Politics, A Theory of Transnational Neopluralism, New York, Oxford University Press, 2010
Jervis Robert, The Logic of Images in International Relations, New York, Columbia University Press, 1989.
Le site officiel du groupe Wanda : http://www.wanda.cn
Thibault Harold, « Wang Jianlin fait du groupe chinois Wanda le numéro un mondial des cinémas », Le Monde, 23 mai 2012

PAC 68 – الاقتحام الرقمي كوسيلة من وسائل التدخل السياسي الهجمات الاحتجاجية لأنونيموس

مقال: أدريان شرقي Adrien Cherqui

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°68

AnonymousSource: Wikimedia

تحتل منظمة أنونيموس Anonymous عناوين الصحف بانتظام. في 21 مايو عام 2012، قام أفراد مدعون عضويتهم في هذه المنظمة بسرقة 1.7 جيغابايت من البيانات من زارة الخارجية الاميركية بما في ذلك رسائل بريد إلكتروني داخلية ونشرها على موقع The Pirate Bay . ضاعفت أنونيموس نشاطها منذ عدة أشهر مستفيدة من التغطية الإعلامية العالية.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

تأسست منظمة أنونيموس على موقع imageboard www.4chan.org في عام 2006، وهو موقع لتبادل الصور من دون تسجيل مسبق. ، تظاهر عدد متزايد من مستخدمي الإنترنت والمحتجين تحت الاسم المستعار أنونيموس في أوائل عام 2008 ضد كنيسة السينتولوجيا. حيث حاولت بعد ذلك المنظمة حذف من الانترنت شريط فيديو للتبشير يشارك فيه الممثل توم كروز Tom Cruise. ميزت هذه السلسلة من النشاطات المسماة Chanology Projet دخول أنونيموس إلى السياسة. وبعد ذلك تضاعفت نشاطاتها مواكبة الأحداث دولية. في ديسمبر 2010، دعمت المنظمة ويكيليكس مستجيبة لحملات الانتقام ضدها، حيث أطلقت حملة عداء رقمية تحت اسم Operation Payback. ومنذ ذلك الحين، اتخذت هذه العملية شكل الحرمان من الخدمة (DDoS) ، حيث استهدفت الهجمات الشركات التي أوقفت الخدمات الموضوعة تحت تصرف جوليان أسانج Assange Julian1. كما شهد الربيع العربي أيضا دعما من أنونيموس و تيليكوميكس Telecomix. وقد أجرت في الآونة الأخيرة أنونيموس عمليات للتنديد بإغلاق موقع ميغا أب لاود MegaUpload وإنشاء قانون إيقاف القرصنة على الانترنت (SOPA)، وقانون حماية الملكية الفكرية (PIPA)، اضافة إلى اتفاق التجارة لمكافحة التزوير (ACTA) . لا ينفصل هذا التعدد في التدخلات وفي الأهداف – سواء كانت عامة أو خاصة – عن عدم التجانس الذي يميز الحركة.

الإطار النظري

1. شبكة متعدية للحدود الوطنية. تتنظم أنونيموس كطرف فاعل على المسرح الدولي بشكل شبكي من خلال تسهيل العلاقات بين الجهات الفاعلة غير الحكومية. تسهل هذه الاتصالات تعبئة أكبر عن طريق الحفاظ المتزامن على الروابط القوية والضعيفة (مارك غرانوفيتر Granovetter Mark) التي توفر سبل الوصول إلى هياكل اجتماعية متعددة في وقت واحد.
2. مجتمع مفترض من الناشطين. مع هذا المفهوم لبنديكت أندرسون Benedict Anderson ، نفهم على نحو أفضل الروابط بين مجموعة من الأفراد لا تشترك بالضرورة في نفس الأهداف. ومع ذلك، فإنها تشترك في مرجع العمل وأداء قائم على أساس رفض أي تسلسل هرمي. لذلك تفضل هذه المجموعة العلاقات الأفقية.

تحليل

يبقى تعميم الإنترنت والحفاظ على حرية التعبير في الفضاء الإلكتروني رهانات أساسية لصراع كيانات كأنونيموس و تيلتكوميكس. في الوقت الذي يمكن للجميع التحدث على الإنترنت مع اخفاء هويتهم، أصبحت المعلومة قضية يدافع عنها العديد من الناشطين. يشجع انتشار الإنترنت وظهور أشكال جديدة للاتصال من خلال مساحات اجتماعية رقمية توسع شبكات أفراد رقمية.
يشارك أنونيموس في هذه العملية. أصبحت شبكة الإنترنت مجالا مميزا للنقاش، كما أوجدت أشكالا مختلفة لاستخدامها وساهمت في تطوير مراجع النشاط الجماعي. يسهل تنوع أعضاء المنظمة على تسهيل تنظيم الاحتجاجات. يرفض تحالفات قراصنة الكمبيوتر أو النشطاء أي قيادة ونشطاء ويفضلون أشكال إدارة ذاتية، حيث توفر المنظمة أداة للوحدة والتعاون لمجموعة واسعة من المؤيدين. تنشط أنونيموس في إطار مشابه لمجموعة مصالح يزيد من البعد الرمزي وشرعية عملياتها. نؤكد في هذا الصدد أن استخدام عمليات نتشر الفيديوهات نفسه على شبكة الانترنت يساهم في الاقتصاد الإعلامي. تمكنت أنونيموس من إعادة بناء فضاء جديد من المقاومة من خلال التكنولوجيا مكرسة بذلك الانهيار الليبرالي. تميل المنظمة إلى استخدام في الوقت نفسه سلسلة من الوسائل التقليدية – مثل المظاهرة أو الغارة – ولكن أيضا طرق مثل القرصنة الرقمية.
تتطور أنونيموس في إطار فكري قائم على مبدأ حرية التعبير متأثرة بذلك بالثقافة الرقمية. يمثل في هذا الصدد انتقاد تنظيم شبكة الإنترنت أحد الأسس الأيديولوجية الرئيسية. علاوة على ذلك، يكرس التداول الدولي للأفكار والممارسات أحد سماتها البارزة. لذلك نلاحظ أن تطور الشبكات الاجتماعية والدردشة على شبكة الانترنت Internet Relay Chat التي يستعملها الأعضاء تلعب دورا اساسيا في المشاركة في إنشاء فضاء إلكتروني وتزامن العديد من المجموعات التي تدعي الانتماء إلى أنونيموس. نذكر في هذا المجال مدى أهمية خلق مواقع انترنت اجتماعية في نقل القيم المشتركة. على الرغم من أنها شبكة عالمية، فإن القضايا التي تدافع عنها عادة ما تكون ذات طبيعة محلية: نشهد عولمة المشاكل المحلية من خلال التكنولوجيات الجديدة للمعلومات والاتصالات. فتدخل الجهات الفاعلة المحلية في تعاملات محلية-عالمية محولة بذلك القضايا السياسية على مستويات متعددة. هنا نجد تداخل الجداول في قلب التعبئة التي أشار إليها ساسكيا ساسن Saskia Sassen. نذكر على سبيل المثال أن بعض الأفراد الذين يدعون عضويتهم في المنظمة -و الذين هم أجانب في الدول الأطراف الموقعة لمعاهدة ACTA- قد تدخلوا إلى جانب أعضاء آخرين لمنظمة أنونيموس مكرسين بذالك دولية الحركة والترابط بين أنصارها.
يمكن اعتبار أنونيموس كمجتمع مفترض استفاد من تضخيم الاتصالات العابرة للحدود الوطنية. توفر هذه المنظمة لبعض المواطنين وسائلا لانتقاد نشاط الحكومة. لا يمكن للدول اليوم تجاهل أنونيموس بسبب البعد العالمي لوجودها.

المراجع

Anderson Benedict, L’Imaginaire national. Réflexions sur l’origine et l’essor du nationalisme, Paris, La Découverte 2002
Bardeau Frédéric, Danet Nicolas, Anonymous : Pirates informatiques ou altermondialistes numériques ?, Paris, FYP, 2011
Devin Guillaume (Éd.), Les Solidarités transnationales, Paris, L’Harmattan, 2004, Coll. Logiques politiques.
Granjon Fabien, L’Internet militant : Mouvement social et usage des réseaux télématiques, Paris, Apogée, 2001. Coll. Médias et nouvelles technologies
Rosenau James, People Count! Networked Individuals in Global Politics, Boulder, Paradigm, 2008, Coll. International Studies Intensives
Sassen Saskia, La Globalisation. Une sociologie, Paris, Gallimard, 2009

1. هجوم رقمي يهدف لمنع الوصول إلى موقع مؤقتا عن طريق تنظيم عدد كبير من الاتصالات في وقت واحد.

PAC 67 – براءات اختراع العضويات المعدلة وراثيا ، عوامل للتبعية الزراعية إدانة شركة مونسانتو من قبل محكمة ولاية ريو غراندي دو سول

مقال: أرمان سويماز Armand Suicmez

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°67

Pixabay

أدان جيوفاني كونتي في 4 نيسان 2012 ، قاضي محكمة ولاية ريو غراندي دو سول Rio Grande do Sul شركة مونسانتو بوقف جمع الفوائد على فول الصويا المعدلة وراثيا. يشمل هذا القرار أيضا تسديد تكاليف الرخصة المدفوعة منذ موسم الحصاد 2003-2004 على أساس “انتهاك للقانون البرازيلي للأنواع”. تُعاقب الشركة بغرامة يومية قدرها 400000 يورو في حالة عدم الامتثال لهذا الحكم.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها. شهدت الشركة المتعددة الجنسيات بالفعل نكسة عندما فصلت محكمة العدل الأوروبية يوم 6 يوليو. حيث حاولت شركة مونسانتو حينها منع تصدير فول الصويا المعدلة وراثيا من الأرجنتين إلى هولندا بسبب عدم الدفع. هذا ما يدل على مدى تدهور تفوق الشركة.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

كانت شركة مونسانتو التي أسسها جون فرانسيس كوين في الولايات المتحدة عام 1901 متخصصة في البداية في تسويق المواد الكيميائية. منذ بداية الثمانينات، تحصلت على أول نبتات معدلة بعد العديد من الأبحاث الجينية. أصبحت الشركة في عام 2002 رائد الزراعة المعدلة وراثيا في العالم بعد تطوير مبيعاتها على المستوى الدولي.
أدى تسويق بطاطس نيو ليف NewLeaf ، ذرة يالد غارد YieldGard، سلجم و فول صويا راونداب رايدي Roundup Ready بين عامي 1995 و 1996 إلى تنويع الإنتاج و توفير امكانيات جديدة للشركة. في عام 2001، استفادت مونسانتو من ضعف محصول فول الصويا في جنوب افريقيا وانتاج القطن في الهند للتمركز في هذه البلدان. منذ ذلك الحين، بقي استقرارها في دول منتجة رئيسية ثابتا ومستداما. يرتبط هذا التوسع ببيع الحبوب، ولكن أساسا على الفوائد الناتجة عن الملكية الصناعية التي تمنع من جهة إعادة الزرع في السنة التالية، و من جهة أخرى إعطاء أو تبادل البذور. من الواضح أن منظمات المزارعين البرازيليين ترفض دفع رسوم بغض النظر عن ما إذا كانت البذور قد تم جمعها، فرزها وإعادة زراعتها. “
تخضع الملكية الفكرية في البرازيل – جمهورية فدرالية مؤلفة من 26 دولة – إلى المادتين 10 و 18 من قانون 9279. تنص المادة الأولى على استبعاد من هذا التعريف “كل أو جزء من الكائنات الحية والمواد البيولوجية الطبيعية الموجودة في الطبيعة، أو التي تم استخراجها منها، بما في ذلك الجينوم أو المادة الوراثية من أي شيء حي والعمليات البيولوجية الطبيعية”. أما المادة الثانية -والتي تجاوزتها شركة مونسانتو بالتوقيع مباشرة على اتفاقيات مع التجار- فتنص على “هذه الكائنات الدقيقة، باستثناء كل أو جزء من النباتات أو الحيوانات، تعبر، عن طريق التدخل البشري المباشر في تركيبتها الجينية ، عن ميزة التي لا يمكن تحقيقها من طرف الأنواع في ظل ظروف طبيعية “. في عام 2009، أدى تسويق أجيال جديدة من النباتات إلى زيادة الضرائب من 48 يورو / هكتار الى 145 يورو بحجة الربحية. في هذا السياق، تقدم كل من من العمال الزراعيين من ريو غراندي دو سول، وجمعيات المزارعين لمنطقتي غيروا Giruá و أرفرزينها Arvorezinha اضافة إلى جمعيات باسو فوندو Fundo Passo وسانتياغو Santiagoو سرتاو Sertão بشكوى سوء الاستغلال. ردت شركة مونسانتو على الفور بانتقادها لشرعية هذا القرار “لاقتصار علاقاتها التجارية على الافراد”. تقدمت الشركة بطعن أمام المحكمة الفدرالية للبرازيل، و التي في حالة الحكم في صالح المدعين، تضفي قيمة وطنية لقرارها. في نهاية المطاف، بلغت المدفوعات منذ 2003-2004 حوالي 6.2 مليار موزعة على 5 ملايين مزارع.

الإطار النظري

1. براءة الاختراع في قلب نظام الربح. على الرغم من أن مبدأ الملكية الصناعية يرمز في المقام الأول لحماية البحث – بحرمانه أي طرف آخر من الحق في استغلال الاختراع – فإنه يعمل أيضا لصالح الشركات للضغط في المفاوضات. تستفيد الشركات من عدم تجانس المعايير بين الدول – كما هو الحال بالنسبة للعضويات المعدلة وراثيا – لزيادة أرباحها عندما لا تكون مرتبطة إلى حد ما مع مصالح الدولة.
2. الانتقاد الرمزي للشركات الاحتكارية. تعبر الاستراتيجيات التوسعية للشركات المحتكرة غالبا على عدم قدرة الدول على التحكيم في المنازعات التي تورط موكليهم. تنتج الدعاوى القضائية عادة عن حملات التشهير التي تقوم بها أطراف فاعلة عبر الوطنية كالمنظمات غير الحكومية على سبيل المثال.

تحليل

في بلد أين تمثل الزراعة المعدلة وراثيا 95٪ من اجمالي الانتاج ، أدت الممارسات الاحتكارية لشركة مونسانتو إلى تبعية المنتجين البرازيليين، والتي يعززها جمع الرسوم. لذلك، تعاني الشركة المتعددة الجنسيات من تدهور صورتها الرمزية بفعل الانتقادات الواسعة من قبل الجمهور ووسائل الإعلام لعدم وجود أي منافس في سوق العضويات المعدلة وراثيا.
يتميز النمو العضوي للمجموعة الصناعية بالاعتماد على مبدأ الملكية الصناعية لفرض دفع ضريبة على المنتجين. ولذلك أصبحت براءات الاختراع سلاحا قانونيا لضمان الربحية. خلافا للاعتقاد الشائع، لا تمثل عيوب القانون التجاري في مجال الابتكار أي عائق، بل توفر قدرا أكبر من المرونة لشركة مونسانتو لتنفيذ استراتيجيتها التجارية. مستفيدة من هذا التباين، تمكنت من تتحقيق أرباح متزايدة على حساب المزارعين الذين يعانون من العزلة. حيث تتجاوز القوانين للتفاوض مباشرة مع المزارعين، كما تستفيد الشركة من ريادتها في مجال العضويات المعدلة وراثيا لفرض شروطها.
في هذا السياق، تأتي الشكوى التي تقدمت بها جمعيات المزارعين لانتقاد ميزان القوة الذي كان يبدو قبل عامين طبيعيا. في الواقع، وفرت العلاقات المعقدة للشركة مع حكومات غير قادرة على الاستجابة إلى غموض الأطر المعيارية حتى الآن حقل واسع للغاية للنشاط مع إفلات الشركة من العقاب. ومع ذلك، فإن تدخل أطراف خارج السيادة، مثل المجموعة الجديدة من التجار والمزارعين والحكومة المحلية في ريو غراندي دو سول يضع حدا لهذا الوضع.
فتحت المعارضة الأخيرة لممارسات مونسانتو ثغرة في تعزيز المعايير الدولية التي تتناول الملكية الصناعية. حتى الآن، اقترحت منظمة التجارة العالمية مبادرات متراخية وغير متجانسة ولكنها لا تزال مبدئية. علاوة على ذلك، يعبر إشراك المحاكم الوطنية على محاولة إعادة تأميم بعض التبادلات العبر الوطنية.

المراجع

Info’OGM ; Brésil – La justice refuse à Monsanto le droit de prélever des royalties sur le soja OGM ; http://www.infogm.org/spip.php?article5124 ; dernière consultation : 31/05/2012
Sägesser Caroline, «Le dossier des OGM dans les instances internationales», Courrier hebdomadaire du CRISP, (19), 2001, pp. 5-34
Fok et al Michel, « Un état de coexistence du soja transgénique et conventionnel au Paraná (Brésil) », Économie rurale, (320), juin 2010, pp. 53-68
Laroche Josepha, La Brutalisation du monde, du retrait des États à la décivilisation, Montréal, Liber, 2012