Mar 29, 2013 | Passage au crible (arabe), الصحة العامة العالمية
مقال: كليمون بول Clément Paule
ترجمة: مصطفى بن براح Moustafa Benberrah
Passage au crible n°86
Source : Flickr Mikey
تورطت المؤسسة الفرنسية سبانغيرو في 19 مارس 2013 مرة أخرى في قضية احتيال مفترضة: 57 طن من لحم الخروف ذات أصل بريطاني – ممنوعة من الاستيراد في الاتحاد الأوربي – تم اكتشافها في مخازنها. يجدر التذكير بأن هذه المؤسسة كانت متورطة منذ شهر سبق في فضيحة مشابهة أين تم استعمال لحم الحصان في تحضير أطباق مطهوة بلحم البقر. لهذا كله، فان الجدل الذي يدور حول الملصقات الغير مطابقة في هذا النوع من المنتوجات، يتعدى بكثير هذا الفاعل، لأنه يجرم مجموع القطاع الغذائي في الاتحاد الأوربي. من جهة أخرى، يجب أن نلاحظ تدويل الجدال الذي توسع في بضعة أيام ليصل إلى روسيا، جمهورية الدومينيكان وحتى إلى هونغ كونغ. تمثلت الإجابة الرئيسية على المدى القصير للسلطات الوطنية في تشديد الرقابة مما سلط الضوء على تعديات أخرى: حيث نذكر ألاف المحليات المسوقة من طرف ايكيا، و التي من المحتمل تلوثها ببكتيريا قولونية تدل على تلوث برازي. في الوقت الذي تبقى فيه حالة من الشك حول المخاطر الصحية المرتبطة بهذا التزوير، أشار العديد من المعلقين إلى أزمة عميقة في النظام الغذائي الأوربي. تجدر الإشارة إلى نشر تحقيق أجري في الولايات المتحدة في فيفري 2013 من طرف منظمة اوسيانا Oceana الغير حكومية حول مصدر الأسماك المباعة في 20 ولاية. هذه التحقيقات تشهد على مشكل مشابه و بحجم معتبر: ثلث الأنواع الخاضعة للتحليل لم تتوافق مع النوع المحدد على الغلاف.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
ابتداء من النصف الثاني للقرن 20، جرى إدماج الفرع الغذائي في العديد من الدول الأوربية. تميزت هذه السيرورة بتطور القطاع الخاص، و بالخصوص ذلك المتعلق بالتوزيع على نطاق واسع – مثل شركات تيسكو أو كارفور– ، في الوقت الذي توجهت فيه تنظيمات اغلب الدول إلى نموذج أكثر مرونة. منذ ذلك الوقت، فقد أصبح الآن سوقا محتكرة و متخصصة، مؤطرة عن طريق العديد من المستويات التنظيمية. نشير من بينها على الصعيد العالمي إلى كودكس اليمونتاريوس، المعرفة من طرف المنظمة العالمية للزراعة و الأغذية و منظمة الصحة العالمية ابتداء من الستينيات، و المتممة عن طريق معايير ايزو. يتدخل الفاعلون الدوليون أيضا للحفاظ على الأمن الغذائي عن طريق تشريعات وطنية و وكالية، مثل وكالة معايير الأغذية في المملكة المتحدة. في الأخير، تجدر الإشارة إلى الدور المتنامي للاتحاد الأوربي، مع وضع حيز التنفيذ لحزمة النظافة – المتمثلة في ستة قواعد مجتمعية –، و تكوين الوكالة الأوربية لأمن الأغذية، خلال سنة 2000.
رغم هذه الآليات، انفجرت الكثير من الأزمات الصحية في العشريتين الأخيرتين، ابتداء بصدمة اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري – و الذي يعرف أكثر بجنون البقر –، ابتداء من 1996. و نذكر أيضا الأوبئة الحيوانية للحمى، في المملكة المتحدة سنة 2001 و 2007. الإنذار الأخير الواسع الأثر يبقى ذلك المتعلق بعدوى التهاب المعدة و الأمعاء ومتلازمة انحلال الدم اليوريمي، التي تسببت بها بكتيريا ايشيريشيا كولي 0104 H4 سنة 2012. وقد تم ربط قضية البكتيريا القاتلة – التي أدت إلى وفاة ما يقرب من خمسين شخصا في أوروبا – على عجل بالخيار اسباني المصدر – و هذا ما نفى في وقت لاحق – و هو ما أدى إلى انهيار الصادرات والحظر الصادر من قبل بعض البلدان كروسيا. و نلاحظ أن هذه الأزمات المتعاقبة كشفت عن ضعف أنظمة الرقابة، وطعنت في مصداقية صناعة المواد الغذائية مثلها مثل الحكومات، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة. و في هذا السياق، تمت الاكتشافات الأولى لحالات الغش على الملصقات في الجزر البريطانية منذ نهاية عام 2012. و إذا ركزت الانتقادات على الفور على مجموعة فانديس – وسائل الإعلام أثارت حتى قضية فضيحة فانديس Findusgate – فان التحقيقات التي أجرتها السلطات عزلت تدريجيا العديد من القطاعات المشبوهة، و هذا مع العمل على محاولة إعداد خطة عمل منسقة على المستوى الأوروبي.
الإطار النظري
1. إسناد المسؤولية. في الوقت الراهن، لم يتوقف أنصار الفضيحة عن تقديم أنفسهم كضحايا، مع عملهم على تجريم حلقات أخرى في سلسلة الإنتاج لدرجة أن السلسلة بأكملها تبدو من فاقدة الشرعية وغير قادرة على تنظيم نفسها.
2. فشل التتبع. بعد أزمة جنون البقر، برز مبدأ التتبع بطريقة توافقية على انه أفضل حل لاستعادة ثقة مجتمع المخاطرة في صناعة فاقدة لمصداقيتها. هذه الممارسات الاحتيالية تظهر أوجه القصور في هذا الجهاز الهادف لضمان الأمن الغذائي.
تحليل
تكشف هذه الحالة لأول مرة عن تكثيف عملية نزع الانتماء الإقليمي للأنشطة الاقتصادية، و التي أصبحت تؤثر على تشكيل الصناعات الغذائية. و لهذا السبب أصبحت كامل السلسلة محل اتهام، من المسالخ إلى المحلات الكبرى مرورا بالتجار. ولذلك، فالأمر يتعلق بعشرات الشركات من جنسيات مختلفة – قبرص، فرنسا، هولندا، المملكة المتحدة، رومانيا، وما إلى ذلك –، وهو ما يعكس مدى تعقيد نظام تهيمن عليه الشركات العابرة للدول. وبالإضافة إلى ذلك، التحقيقات الأولية تؤكد الدور المشبوه للوسطاء الماليين بين المنتجين للحوم ومرحلة تحويل المنتجات. حيث سبق أن أدينوا بالفعل بسبب واقعة مماثلة في شهر جانفي 2012، حيث ذكرت الشركة القبرصية للسمسرة Draap Trading على أنها المشتبه به الرئيسي في عمليات الاحتيال المزعومة هذه. و إذا لا أمكن اعتبار هذه الفضيحة الغذائية كأزمة صحية، فسنؤكد على آثارها الكبيرة على الاقتصاد: شهدت تيسكو، الشركة الرائدة في تجارة التجزئة داخل المملكة المتحدة، سقوط حصتها في السوق بشكل حاد إلى أقل من 30٪، و هو ما لم يحدث لقرابة عقد من الزمن. ومع ذلك، فإن مجموعة فانديس Findus، أول شركة هوجمت إعلاميا تدل خاصة على أهمية تأثير السمعة في مناخ من الشك العام. ما وراء انهيار المبيعات، شوهت صورة هذه الشركة – و الفروع التي تمثلها – بشكل كبير.
عند هذه المرحلة، ظهر موقف للسلطات الوطنية العاجزة عن التنظيم بشكل جلي. يجد المسؤولون العموميون أنفسهم بين ضرورة طمأنة المستهلكين من خلال اعتماد عدد من التدابير التحقيقية و الإكراهية، مع الحفاظ على قطاع قوي اعتاد على المراقبة الذاتية. و من هنا، تقتصر ردة فعل الحكومات المختلفة المعنية على العمل الخطابي: أشار وزير الدولة البريطاني لشؤون البيئة على سبيل المثال علنا إلى مؤامرة إجرامية على الصعيد الدولي، في حين أن الوزير الفرنسي للاقتصاد و التكافل الاجتماعي اتهم شركة Spanghero بـ “الخداع الاقتصادي”. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تميل أكثر إلى وصم واحد أو أكثر من الجهات الفاعلة، التي ينظر إليها على أنها منحرفة لكنها تبتعد عن اتهام النظام الذي سمح بهذه التجاوزات. وقد أدان بعض النشطاء وجماعات حماية البيئة التواطؤ المحتمل، بين القطاع الصناعي والسلطة السياسية. إضافة إلى افتقار الوكالات العمومية إلى الوسائل اللازمة، تواجه مختلف الدول أيضا صعوبات في تنسيق خطط عملها، كما يتضح ذلك من التوتر بين فرنسا و هولندا.
تسلط هذه الاحتيالات المتكررة داخل فروع الصناعة الغذائية الضوء على تداول مبهم للمنتوجات. هذا يساعد بالتالي في إضعاف التوازن الهش الذي بني في سنوات التسعينات حول مبدأ التتبع. ولكن يجب أن نلاحظ بان هذا الجهاز يهدف إلى التقريب بين المزارع والمستهلك، كما يتسبب أيضا في زيادة ترشيد وعقلنة استخدام تقنيات كانت معتمدة من قبل الشركات، لأغراض ربحية وتوحيد المعايير. ولذلك، فان التتبع يوفر بالتأكيد وسيلة للرقابة، ولكنه يميل أيضا إلى أن يؤدي في حالة استخدامه بإفراط إلى نموذج صناعي- زراعي لا يبدو ممكنا على المدى الطويل. و في حالة عدم وجود إصلاح شامل للأنساق التنظيمية، فان استراتيجيات الافتراس التي كشفت عنها هذه الفضيحة، تمثل ثقبا أسودا جديدا للعولمة الاقتصادية والمالية.
المراجع
Aginam Obijiofor, Hansen Christina, « Food Safety and Trade Liberalization in an Age of Globalization », United Nations University Press, Policy Brief (6), 2008
Andreff Wladimir (Éd.), La Mondialisation, stade suprême du capitalisme, Paris, PUN, 2013
Granjou Cécile, « L’introduction de la traçabilité dans la filière de la viande bovine », Cahiers internationaux de sociologie (115), 2003, pp. 327-342
Hugon Philippe, Michalet Charles-Albert (Éds.), Les Nouvelles régulations de l’économie mondiale, Paris, Karthala, 2005
Site de la DGCCRF (Direction Générale de la Concurrence, de la Consommation et de la Répression des Fraudes) : http://www.economie.gouv.fr/dgccrf/viande-cheval-dans-plats-cuisines-0, 27 mars 2013
Feb 12, 2013 | Passage au crible (arabe), الأمن, المدرسة البنائية
مقال: توماس ليندمان Thomas Lindemann
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°85
Pixabay
أجرت كوريا الشمالية في 12 فبراير 2013 ثالث تجربة نووية بعد تجارب عام 2006 و 2009 مما دفع الأمم المتحدة للإعلان عن عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن. قام البلد بإطلاق صاروخ في 12 ديسمبر 2012 على أساس أنه قمر صناعي. انتقد مجلس الأمن بشدة هذه العملية. هددت في 25 يناير 2013 كوريا الشمالية كوريا الجنوبية بهجوم عسكري اذا انضمت إلى عقوبات الأمم المتحدة الاقتصادية. كانت ردود فعل كوريا الشمالية عنيفة على الرغم من تخفيف التدابير المتخذة – تجميد أرصدة بعض مواطنيها وشركاتها الناشطة في الخارج – بناء على طلب الصين.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
ظهرت كوريا الشمالية بمساعدة من الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية عن طريق معارضتها للاحتلال الياباني السابق. تحرر تدريجيا بعد ذلك النظام من حماته السوفيات والصينيين ليطور نظاما سياسيا مستقلا ومغلقا. تسبب النظام الكوري المنعزل أيديولوجيا خلال العقود التالية في العديد من الأزمات الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، تسببت المناورات العسكرية لكورية الجنوبية بالقرب من سواحل كوريا الشمالية في مواجهة عسكرية محدودة بين البلدين في ديسمبر 2010.
الإطار النظري
إن مصلحة فاعل بالنسبة للمناهج البنائية غير موجودة في حد ذاتها، بل تتشكل عبر المعتقدات الجماعية التي تنتج عن التفاعلات المختلفة. فيما يتعلق بالقيادة الكورية الشمالية، يفسر الدفاع عن سيناريو دراماتيكي إلى حد كبير عملها البطولي. في هذه الحالة، يشير مصطلح سيناريو دراماتيكي إلى الاعتقاد بتفوق كوري في الساحة الدولية. يبقي هذا العرض المتكلف للنفس (Goffman غوفمان) هشا لإحتمال أن يهدد جميع المعنيين باستمرار هذا الخطاب.
تدفع الفجوة بين صورة السياسيين الكوريين والصورة التي تعكسها الساحة العالمية لتنظيم عمليات مذهلة لتأكيد هذا السيناريو الذي يتكون من العناصر التالية:
1. توزيع الشخصيات. كلما استند العرض الذاتي على تضخيم الشرعية الكاريزمية، توجب على صناع القرار المخاطرة على المستوى الدولي لإثبات طابعهم الفريد. وبالإضافة إلى ذلك، كلما اعتمدت الرواية الرسمية على فكرة الاعتداء على الأبرياء – عادة أهل القرية وكبار السن والنساء والأطفال –، كلما سهل رفض الخيارات السلمية باعتبارها جبانة. وأخيرا، يتمكن خطاب يوصَف صاحبه “بالجبان، العدواني وغير الحساس” من إضفاء الشرعية على الانتقام.
2. تسلسل دراماتيكي. كلما تم عرض التاريخ الوطني في قالب الضحية كتسلسل بسيط: الاعتداء (الأمبريالية اليابانية، الأمبريالية الأمريكية)، والألم (مثل “نساء المتعة”)، الاستجابة (حرب العصابات، الاكتفاء الذاتي)، كلما يبدو العنف مبررا. كما يرتبط إظهار القوة العسكرية في السيناريو الدراماتيكي بديهية وضرورية أو حتى مجيدة بدعم شرعيتها بسهولة. يمكن للقادة السياسيين الدخول في سياسية صراعية عندما يمس الأجانب باستقرار السيناريو الدراماتيكي مما قد يؤدي إلى فقدان شرعية المسؤولين والمساس باحترام الذات.
تحليل
إن الإيديولوجية الرسمية (الزوتشيه) أقل ارتباطا بطموح الهيمنة الذي تكرسه العلاقات الدولية من فكرة أن كوريا الشمالية يجب أن تحمي نفسها من أي نفوذ أجنبي (يشير مصطلح شاجو chaju إلى الاستقلال). ترفض شخصية كوريا الشمالية الجامدة أي تأثير خارجي. نذكر على سبيل المثال السماح باستعمال الهواتف في هذا البلد منذ عام 2008 واستحالة الاتصالات الخارجية. وعلاوة على ذلك، كل شيء يقودنا إلى الاعتقاد بأن العدوان الكوري الشمالي يهدف للوقاية من أي عدوى إيديولوجية. تسببت في هذا الصدد ثلاثة أشجار عيد ميلاد بسيطة وضعت بالقرب من الحدود في توترات خطيرة بين الكوريتين في ديسمبر 2011.
ألم يتم تقديم أسرة كيم كأسرة من الآلهة العلمانية مؤله من قبل الأب المؤسس كيم جونج ايل و زوجته البطولية كيم جونغ سوك؟ يبدأ على هذا النحو تقويم كوريا الشمالية سنة ولادته. كما تتكرس عظمة السلطة في الهندسة كما يتضح من برج زوتشيه البالغ 150 متر، والذي تعلوه شعلة تبلغ 20 مترا تضيء بيونغ يانغ. وفقا لنفس المنطق، يتسع ملعب 1 مايو لحوالي 150000 متفرج مما يجعله الأكبر في العالم. هذا العرض المتغطرس للذات مهم لفهم الاستفزازات الكورية الشمالية لأن الزعيم الجديد كيم جونج أون مجبر على إثبات نسبه الإلهي إلى النخبة وشعبه. ولذلك يجب إدراك إطلاق الصواريخ في 12 ديسمبر 2012 والاختبار النووي الثالث في 12 فبراير 2013 كتمثيل رجولي للذات. في الوقت الذي يتم فيه عادة تصوير آريان عن بعد، تم تصوير الإطلاق الكوري الشمالي عن قرب كرمز لقوتها. كما تم الإعلان عن سرعة مبالغة لهذا الصاروخ لعدم تطابقها مع قوانين الجاذبية. يعكس التعليق على التجربة الثالثة مباشرة وبطريقة استفزازية نظرة كوريا الشمالية التي تعتبر الدول الأخرى معتدين دائمين. يتم تعريف الأعداء بطريقة غامضة كأمبرياليين ومهيمنين، وهو معيار تتبناه الطبقة الاجتماعية. بعد إطلاق الصواريخ وفور تبني عقوبات الامم المتحدة، أعلن الجيش عن اختبارات متعددة وتجربة نووية ذات مستوى أعلى: جميع القرارات موجهة ضد الولايات المتحدة، الأعداء المعينون لكوريا الشمالية.
رغم إدانة العنف رسميا في هذا البلد، فإنه في نفس الوقت شائع. تتعدد العروض العسكرية المثيرة، خاصة و أنه – مع 1.2 مليون جندي – يمثل رابع أكبر جيش في العالم. يشير خطاب قادتها إلى عدم استبعاد استخدام الأسلحة النووية مما يعكس رؤيتهم النفعية البحتة. وهكذا، وعد رئيس القوات المسلحة ري يونغ هو Ri Yong-Ho في عام 2010 باستخدام الأسلحة النووية ” إذا انتهك الأمبرياليون وأتباعهم ولو قليلا سيادة وكرامة البلاد”.
يبقى الصعب ردع زعماء كوريا الشمالية حتى لو طموحاتهم الوطنية تثبت في المقام الأول. تعتمد في نهاية المطاف القدرة على التحكم في عدوانية كوريا الشمالية على الاستراتيجية التي سيتم تطويرها ضدها.
المراجع
Cha Victor, The Impossible State. North Korea, Past and Future, New York, Ecco, 2013
Goffman Erving, La Mise en scène de la vie quotidienne, 2 vol., trad., Paris, Minuit, 1973
Goffman Erving, Les Rites d’interaction, trad., Paris, Minuit, 1974
Miller Steven E., Sagan Scott D., “Nuclear Power Without Nuclear Proliferation”?”, Daedalus, 138 (4), Fall 2009, pp. 7-18
Lindemann Thomas, Causes of War. The Struggle for Recognition, ECPR, Colchester, 2011
Lukacz Georg, Théorie du roman, trad., Paris, Gallimard, 1968
Narushige Michishita, North Korea’s Military-Diplomatic Campaigns, 1966-2008, Londres, Routledge, 2013
Feb 4, 2013 | Passage au crible (arabe), أفريقيا, الأمن, الدفاع
مقال: فيليب هيجون Philippe Hugon
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°84
Pixabay
افتتح يوم الثلاثاء 28 يناير 2013 مؤتمر المانحين الدوليين لتمويل نشر قوة افريقية في مالي وإعادة هيكلة الجيش المالي بأديس أبابا في مقر الاتحاد الإفريقي. حضر هذه المناسبة الاتحاد الاوروبي، اليابان، الولايات المتحدة والأمم المتحدة. قدر الاتحاد الافريقي احتياجاته بحوالي 460 مليون دولار لمساندة البعثة الدولية لدعم مالي، بما في ذلك 240 مليون دولار لإعادة بناء الجيش المالي وتمويل القوات التشادية. التزم المؤتمر بتوفير 10٪ من هذا المبلغ.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
وفر القرار 2085 الذي اعتمده مجلس الأمن في 20 كانون الأول 2012 قانونية ومشروعية الأمم المتحدة. كان من المفترض تنظيم تفاوض سياسي، وإذا تعذر ذلك، دعم القوات الدولية للقوات المالية والأفريقية. ولكن فرنسا أشارت إلى ضرورة التدخل قبل وجود القوات الأفريقية، إعادة تشكيل الجيش المالي وإنشاء حكومة شرعية في مالي. تم بالتالي احترام مبادئ قرار الامم المتحدة 2085. لم تتم إدانة التدخل القانوني، بناء على طلب من الرئيس تراوري وقرار الأمم المتحدة، من طرف الجزائر، ولا الصين أو روسيا. تلقى التدخل موافقة الغالبية العظمى من الماليين والأفارقة في حين انتقده كل من مصر، تونس وقطر. كانت فرنسا في المقدمة منعزلة نسبيا، من دون مساعدة مباشرة من الاتحاد الأوروبي على الرغم من الدعم اللوجستي للحلفاء الغربين، وخاصة أمريكا وبريطانيا (طائرات الإرضاع، طائرات ترانسال وطائرات الاستخبارات).
يبدو أن التدخل العسكري الفرنسي والمالي (عملية سيرفال) -الذي تم التحضير له منذ وقت طويل- لا مفر منه بعد فشل المفاوضات في واغادوغو وتغير موقف أنصار الدين. هددت سيطرة الجهاديين على كونا في الواقع قاعدة سيفاري الاستراتيجية، كما فتحت لهم المجال للنزول نحو موبتي ثم العاصمة باماكو. وبالإضافة إلى ذلك، ارتبط توقيت العملية بالمناخ الذي منع أي تدخل بين مارس وسبتمبر.
تجسد تدخل 11 جانفي 2013 في الهجمات الجوية للقوات الفرنسية (طائرات الرافال والسراب والمروحيات) والعربات المدرعة الخفيفة و2500 رجل من القوات البرية (القوات الخاصة، إرسال 250 مظليون في 27 جانفي إلى تمبكتو). تمكنت هذه القوات بعد إيقاف زحف الجهاديين من السيطرة على “حلقة النيجر” بمساعدة وحدات الجيش المالي (غاو ثم تومبوكتو) والجيش التشادي (كيدال أين تتواجد الحركة الوطنية لتحرير أزواد). تفرق الجهاديون في الشمال (في منطقة آدرار إيفوغاس) وفي غابة قرب ديابالي وعلى طول حدود الدول المجاورة مثل النيجر. أيدت الدول الحليفة لفرنسا تدريجيا هذه العملية، خاصة بعد حادثة رهائن عين أميناس في 16 يناير (ألمانيا، كندا، الدنمارك، الإمارات العربية المتحدة، إيطاليا). انتشرت بعد ذلك القوات الإفريقية، وخاصة التشادية والنيجيرية والبوركينابية.
الإطار النظري
.1 تجسيد الصراع في مالي لنموذج الحرب غير المتكافئة. يتواجه في ظل هذا الصراع جيوش وطنية أومتعددة الأطراف مجهزة بشكل جيد وميليشيات متنقلة، متعصبة وغير متجانسة مستعدة لحرب العصابات والعمليات الإرهابية. يمكننا أن نميز بين هذه الجماعات: 1) الحركة الوطنية لتحرير أزواد المكونة من الطوارق، مجموعات بربرية لائكية، ولكنها تطالب بالحكم الذاتي لأزواد كبديل للاستقلال. 2) أنصار الدين برئاسة اياد حج غالي القريبة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يدعو إلى تطبيق الشريعة في مالي. انقسمت الحركة مؤخرا بين الاتجاه الجهادي ومجموعة قريبة من الحركة الوطنية لتحرير أزواد (الحركة الإسلامية لأزواد). أما بالنسبة للمجموعات الأخرى، نذكر على سبيل المثال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا المنشقة عن تنظيم القاعدة والناشطة في اقتصاد المخدرات إضافة إلى بوكو حرام من نيجيريا الشمالية.
.2 يؤكد هذا النزاع كذلك البعد الدولي للصراعات المعاصرة. نلاحظ على سبيل المثال الترابط بين شبكات المافيا والإسلام الراديكالي الذي يحارب التواجد الغربي المجسد عن طريق الشركات متعددة الجنسيات المتخصصة في المحروقات والمناجم.
تحليل
يتميز الصراع في مالي بتشابك في المستويات، تسلسل في العوامل وتنوع في الجهات الفاعلة. يجد هذا النزاع جذوره في عدة نقاط: 1) المطالب القديمة للطوارق التي عززتها عودة مرتزقة القذافي، 2) توسع السلفية الراديكالية و 3) تنظيم اقتصاد اجرامي مع – في مرحلة الرئيس توري – تواطؤ جهاز الدولة والجيش. في الواقع، ازداد انقلاب 22 مارس 2012 تحلل الجيش لدرجة أن تحلل الحكومة المالية وجيشها حولت شمال مالي إلى فضاء خارج عن السيطرة.
على الرغم من أن شمال مالي لا يمثل إلا 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار البعد الاجتماعي والاقتصادي للأزمة في المنطقة. يُضاف إلى الانفجار السكاني الذي ترك الشباب دون فرص انتشار تجارة الممنوعات، بما في ذلك المخدرات والأسلحة إضافة إلى الأزمات البيئية والغذائية المرتبطة بالمناخ و عدم استقرار النظام البيئي. زاد انعدام الأمن من فشل الدولة ولامركزية الأقاليم الإدارية لدرجة أن مالي قد تصبح مركزا لانتشار أزمة في قوس الساحل الصحراوي. تساند مختلف القوى والمنظمات الإقليمية والدولية تدخل الجيش العسكري الفرنسي والمالي كما يتضح من مؤتمر المانحين في أديس أبابا. رغم النجاح على المدى القصير من منظور عسكري من خلال الخطوط الجوية (تدمير مخازن الأسلحة، البنزين و مركبات البيك اب) والأرضية (استعادة المدن)، تجدر الإشارة إلى رفض الجهاديين المواجهة وانتشارهم مما يؤكد بقاء جيوب المقاومة في مساحة أكبر من فرنسا.
يعرف الجهاديون بتنفيذ هجمات مفاجئة وحرب العصابات الحضرية. هل يوجد نائب عن الجيوش الإفريقية التي لا تسيطر في أغلبها على حروب الصحراء؟ لا يمكن مقارنة مالي بأفغانستان لأن الجهاديون أجانب في مالي على عكس طالبان بالنسبة للبشتون. تمكن السيطرة على الحدود من حرمان الجهاديين من الوقود، الأسلحة والسيارات. ومع ذلك يبقى المجهول الرئيسي هو موقف بعض الأطراف الجزائريين المرتبطين عن طريق تجارات غير شرعية مع بعض حركات شمال المالي. يمثل فشل التدخل في أفغانستان درسا لتفادي المساعدات التي من شأنها أن تغذي فساد الدولة بدلا من دعم عمليات لامركزية. تتطلب النتائج المستدامة تدخلا متعدد النطاقات عسكريا وسياسيا (الإنتخابات، السلطة الشرعية والمقاطعات المستقلة في الشمال) وإنسانيا واقتصاديا ودبلوماسيا. من المفترض أن تنوب القوات المالية والإفريقية عن القوات الفرنسية تدريجيا مما يسهل مؤتمر المانحين. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تنظيم الضوابط الأمنية بدعم من السكان بدءا من الطوارق الذين يجب أن يدخلوا اللعبة السياسية العسكرية. تبدو الإلتزامات الدبلوماسية كمؤتمر المانحين في أديس أبابا مهمة وغير كافية في نفس الوقت لدعم الجيش المتكون من أكثر من 8000 جندي ولإعادة هيكلة الجيش المالي رغم التخطيط لتدخل قوات حفظ السلام. يجب مرافقة هذه العمليات العسكرية بمساعدات دولية ذات طابع اقتصادي (مكافحة تجارة الممنوعات، تنشيط مختلف الأقاليم، التنمية المحلية والتعاون اللامركزي).
المراجع
Gourdin Patrice, « Al-Qaïda au Sahara et au Sahel ». Diploweb.com, 11/3/2012
Hérodote, Géopolitique du Sahara, (142),2011
Holeindre Jean-Vincent, Geoffroy Murat (Éds.), La Démocratie et la Guerre au XXIe siècle. De la paix démocratique aux guerres irrégulières, Paris, Hermann, 2012
Hugon Philippe, Géopolitique de l’Afrique, Paris, SEDES 2012
Jan 23, 2013 | Passage au crible (arabe), رياضة, شمال- جنوب, ﺍلعولمة
مقال: جوزيفا لاروش Josepha Laroche
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°83
Pixabay
بدأ رالي داكار 2013 المُنظم من قبل منظمة “أموري” الرياضية سنة في 5 يناير وانتهى في 20 من نفس الشهر. يشمل السباق ثلاث فئات من السيارات – الدراجات النارية، السيارات والشاحنات – ويمثل بذلك أكبر سباق مركبات الطرق الوعرة في العالم.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
نظم رالي باريس دكار للمرة الأولى في عام 1979. تغير بعد ذلك مساره من وقت لآخر. فلم تكن مدينة داكار نهايته في بعض الأحيان كما هو الحال في عام 1992 عندما تم تفضيل مدينة كيب تاون. كما لم تمثل العاصمة الفرنسية بدايته دائما. وهكذا انطلق في عام 2002 من داكار لينتهي القاهرة.
على الرغم من تسميته، لم ينطلق هذا الحدث الرياضي منذ سنة 2009 من باريس لينتهي على شواطئ داكار. لقد تم تنظيمه في أمريكا اللاتينية حيث يمر بكل من البيرو والأرجنتين والشيلي. في الواقع، بعد مقتل أربعة سياح فرنسيين بموريتانيا في 24 ديسمبر 2007، قرر المنظمون لأسباب متعلقة بالسلامة إلغاء الحدث عام 2008 ثم الإبتعاد عن منطقة الساحل وترك القارة الأفريقية. لم يكن هذا القرار مفاجأة لتأثر العديد من الطبعات وتهديدها مما دفع المسؤولين إلى إلغاء العديد من الخطوات وتغيير المسار المقرر في الأصل.
الإطار النظري
.1 دينامكية حضارية. أظهر نوربرت إلياس Norber Elias في عمله أن ميل الناس إلى الإستمتاع بأعمال العنف قد انخفض في أوروبا الغربية منذ أواخر العصور الوسطى. وقد أدى هذا إلى خفض عتبة تقبل العنف الفعلي و رفضه أكثر “وراء الكواليس”( دانينغ E.Dunning)، معاقبته أو تزيينه ولا سيما من خلال الرياضة.
.2 ترييض غير مكتمل. تساهم عملية الترييضsportification بالنسبة لعالم الاجتماع الألماني في الحركة البطيئة للسيطرة الذاتية وتحول التفاعلات التي يقوم بها الأفراد منذ عصر النهضة إضافة إلى بناء الدولة. يحرر هذا “التحرير المسيطَر عليه للعواطف” والذي تسمح به الرياضة مشاعرا كالعدوان، ولكن العنف يبقى محدودا في نطاق ضيق وفي إطار زماني ومكاني مخدد. يحلل الياس الرياضة كنشاط ينظم ويسيطر على الإقتصاد العاطفي والغريزي لممارسه. وبعبارة أخرى، يشكل ما يسميه بالترييض جزءا لا يتجزأ من العملية الحضارية ومفتاحا أساسيا للسيطرة على الإنفعالات.
تحليل
إن هذا السباق موضوع جدل كبير وانتقادات ضارية منذ نشأته. يشير المنتقدون في البداية إلى العدد الكبير من القتلى والجرحى الذي يرافق مساره كل عام. نسجل في الواقع كل سنة العديد من ضحايا الحوادث القاتلة من بينهم أطفال، متفرجون و منافسون. لا يشكل الصحفيون والمنظمون أنفسهم (تييري سابين Thierry Sabineفي عام 1986) استثناء لهذه القاعدة، حيث عادة ما يدفعون حياتهم ثمنا للمشاركة في هذا الحدث الرياضي. كما يعتبر معارضو السباق أنه اعتداء بيئي وتبذير لموارد الطاقة في الوقت الذي تجدر بنا مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
في هذا السياق، تطالب جمعية العمل الجماعي للضحايا المجهولين لسباق دكار، التي أنشأت في عام 2006 بإيقاف هذا الحدث العالمي. كما تدعو إلى فتح تحقيق برلماني حول “النشاط الإجرامي لرالي داكار” في أفريقيا، والآن في أمريكا اللاتينية إضافة إلى أثره في الاضطرابات الاجتماعية المحتملة. وأخيرا، ترفض أن تكون شريكا صامتا لهذا الوضع وهي تدين بذلك استغلال بلدان نامية “تعاني من الإيدز والجوع والمديونية ” كملعب. كما تدعو كل عام إلى مقاطعة الحدث العالمي الذي تعتبره”استفزازا استعماريا جديدا تجسد من خلال هدر كبير وغير ضروري للمال والطاقة “، إضافة إلى تشكيل جبهة مشتركة ضد ما يبدو وفقا لهذه الجمعية الدولية ” حملة مخلة بالشرف”.
يدعي المنظمون من جهتهم عدم تسببهم في أي عنف مادي أو رمزي. يشيرون للدفاع عن وجهة نظرهم إلى حماسة وترحيب الدول – كل من الحكومات والشعوب- التي يعبرها الرالي في أفريقيا بالأمس وأمريكا اللاتينية اليوم. يعتمد بذلك منظمو هذا الحدث الدولي خطاب شرعية تحتل فيه حجة التطور مكانة بارزة: يمكن هذا الحدث الرياضي من جذب العملة الصعبة وبناء الطرق وغيرها من البنى التحتية الأساسية لرفاهية السكان. ومع ذلك، يجب فهم هذه القراءة الغربية كإنكار لمجتمعات مهمشة ثقافيا. ألا تسعى هذه المجتمعات إلى تنظيم السباق على أراضيها على الرغم من أنه لا يمثل أي مدخول اقتصادي أساسي سوى للشركات المتنافسة؟ وهكذا نرى أن هذا التدخل الرياضي لا يُعتبر كذروة الهيمنة الثقافية على المجتمعات التي يمر بها. ومع ذلك، تشير جغرافيا المسار المقررة منذ بدء هذا الحدث لسيطرة الشمال على الجنوب.
يحاول منظمو رالي داكار خلق صورة مغامرة تجمع بين البحث عن الأداء، تقديس السرعة، تحقيق التقنية و الشكل الأساسي للرجولة. يدخل المشاركون عن طريق هذا السباق في معركة وهمية تفتقر للعنف الفعلي مما يؤكد فرضية الياس. في الواقع، تبدو العلاقات الاجتماعية بينهم أمتن وأشد وظيفية من ذي قبل بسبب إطالة سلاسل الترابط. وبعبارة أخرى، نحن في وجود تضامن عضوي يعزز إلى حد كبير تماسك المجموعة كما أشار إليه دوركايم Durkheim. إذا تطورت عملية الترييض بين المدافعين عن السباق فإنه ينقل عنفهم في حدود رالي داكار الرمزية الذي يمثل ملاذا لهم. كل شيء يقودنا بذلك إلى ملاحظة عملية الوحشية التي تميز عنف هذا التدخل الرياضي المعولم.
المراجع
Barthes Rolland, Mythologies, Paris, Seuil, 1957
Douglas Mary, De la Souillure : Essais sur les notions de pollution et de tabou, trad., La Découverte, 2001
Elias Norbert, Au-delà de Freud, sociologie, psychologie, psychanalyse, trad., Paris, La Découverte, 2010
Elias Norbert, La Civilisation des moeurs, [1939], trad., Paris, Calmann-Lévy, 1973
Elias Norbert, La Dynamique de l’Occident, trad., Paris, 1975
Elias Norbert, Dunning Eric, Sport et civilisation, la violence maîtrisée, trad., Paris, Fayard, 1994
Laroche Josepha, La Brutalisation du monde, du retrait des États à la décivilisation, Montréal, Liber, 2012
Renaud, « 500 connards sur la ligne de départ », https://www.youtube.com/watch?v=Ct5SeoMQhew
Veblen Thorstein, Théorie de la classe du loisir, [1899], trad., Paris, Gallimard, 1970
Jan 7, 2013 | Passage au crible (arabe), ﺍلصناعة الرقمية, ﺍلعولمة
مقال: جوستين شيو Justin Chiu
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°82
Pixabay
أصدرت المفوضية الأوروبية في 21 ديسمبر 2012 إنذارا لشركة سامسونج لإنتقادها نظرا لمركزها المهيمن في السوق الأوروبية بسبب الاستخدام المفرط لبراءات الاختراع. في الواقع، تتواصل الدعوات القضائية لانتهاك براءات الاختراع بين أبل وسامسونج في اليابان وكوريا الجنوبية وعدة دول غربية. يجب أن لا ننسى أنه في الولايات المتحدة على سبيل المثال، أجبرت المجموعة الكورية في أوت 2012 على دفع غرامة قياسية لأبل بقيمة مليار دولار.
أصبحت اللجنة عن طريق هذا الموقف أول مؤسسة عبر وطنية تتدخل في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين عملاقي الالكترونيات. ومع ذلك، يجدر بنا التساؤل عن سبب اعتماد مصنعي الهواتف الذكية لبراءات اختراع منافسيها رغم ادراكها لخطر المتاعب القانونية التي تنتج عن ذلك.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
يجسد تطور سوق الهواتف النقالة التقدم التقني منذ إطلاق موتورولاDynaTAC 8000، أول هاتف محمول تم تسويقه في الولايات المتحدة سنة 1983. ولكننا انتظرنا وصول النظام العالمي للاتصالات المتنقلة GSM ( أو الجيل الثاني للمعيار الرقمي 2G) في منتصف التسعينيات لإزدهار هذا السوق. تطور مع هذه التكنولوجيا المتقدمة نقل البيانات من البث التناظري الى الرقمي، كما تم تقليص تكلفة الاتصالات إلى حد كبير. منذ ذلك الوقت، يتميز قطاع الاتصالات بطابعه المالي. بعد فوضوية هذا القطاع على المستوى العالمي، تعددت عمليات الاندماج والاستحواذ -خاصة في البلدان النامية- بعد أن تحول المشغلون الرئيسيون إلى شركات خاصة.
مع ظهور معيار الجيل الثالث G3 في منتصف سنة 2000، دخلت صناعة الاتصالات مرحلة تحول، حيث سمح معدل البث العالي بادماج الخدمات الجديدة – استخدام المحتويات والتطبيقات السمعية البصرية- في الهاتف النقال. أدى هذا الوضع إلى ظهور نظام اقتصادي جديد يتميز بتفاعل ثلاث صناعات: الهواتف النقالة، الالكترونيات والبرمجيات. ومع ذلك، يخسر اليوم شركات الاتصالات الذين كانوا يسيطرون على معظم الفوائد أرباحها لصالح الشركات المصنعة للهواتف الذكية، والتي تعتمد على مواردها التقنية المتطورة لربط أفضل بين هذه الصناعات الثلاث.
تجدر الإشارة إلى أن السوق العالمية للهواتف الذكية في تطور مستمر، حيث شهد نموا بنسبة 40٪ في الثلاثي الثاني من عام 2012 مقارنة مع 2011 مع بيع 153.9 مليون وحدة. سيطر كل من سامسونج وأبل على ما يقرب من نصف السوق. تملك شركة سامسونج الناشطة في صناعة الاتصالات منذ سنوات عديدة عددا كبيرا من براءات الاختراع الخاصة بمعايير أساسية لمعيار الجيل الثالث 3G التي لا يمكن أن يستغني عنها المصنعون الآخرون. أما بالنسبة لأبل، فترتبط براءات اختراعها بواجهات التحكم والتصميم التي ألهمت أغلب مبدعي الهواتف الذكية. رغم تبادل تقنيات الهاتف الذكي بين الشركات المصنعة، إلا أنها تخوض حربا تجارية شرسة من أجل إيجاد سبل جديدة لزيادة مبيعاتها. يمثل اعتماد المحكمة لوقف مبيعات المنافسين استراتيجية نهائية. منذ الشكوى الأولى لنوكيا ضد أبل في اكتوبر 2009، تميز المنازعات المتعلقة بالبراءات التي تجمع مصممي الهواتف الذكية الأنباء العالمية.
الإطار النظري
.1 فوضوية قطاع الاتصالات. يدل تضاعف و تدويل القضايا بين منتجي الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية على غياب إدارة عالمية للاتصالات. في الواقع، تبدو الأنظمة المعمول بها في الاتحاد الدولي للاتصالات، والتي وضعت المبادئ العامة في هذا المجال اليوم غير مناسبة تماما. في الواقع، لم يتم مراجعة هذه المعاهدة حتى المؤتمر العالمي للاتصالات الدولية، الذي عقد في ديسمبر عام 2012. أبرز اتفاق منظمة التجارة العالمية بشأن الاتصالات الذي وقع في عام 1997 فوضوية خدمات الاتصالات، ولكن تنظيم هذا القطاع يصعب لأنه كان تحت سيطرة الدول. ومع ذلك، تبقى اللوائح التنظيمية وطنية والقرارات القانونية مجزأة في ظل غياب سلطة قادرة على حل النزاعات على نطاق عالمي.
.2 انتشار عبر وطني للتقنيات. إذا كانت القواعد والمعايير في مجال الاتصالات تبدو اليوم متحدة في جميع أنحاء العالم، فيرجع ذلك إلى تزود الشركات في سوق عالمية منذ ثلاثة عقود. تمكن هذه العملية من التشغيل البيني لخدمات الهاتف الجوال، خاصة لأن الاتصالات الدولية تمثل حاجة ماسة لكل من الشركات والأفراد. تحتل الشركات المصنعة للهواتف الذكية قلب الصناعات الإبداعية و يمثل الهاتف الذكي منتجا مصمما للسوق العالمية. نظرا لتراكم و تبادل التقدمات التقنية، تضطر هذه الشركات لخلق منتجات أفضل من الناحية التفنية باستمرار. وفقا لهذا المنطق، يبدو الاستخدام –حتى الغير قانوني– لبراءات اختراع مصرح بها ضروريا وإلزاميا.
تحليل
وفقا لمارسيل موسMarcel Mauss ، تشكل التكنولوجيا – الإختصاص الذي يدرس التقنيات- جزءا لا يتجزأ من علم الاجتماع. وبعبارة أخرى، إن معالجة موضوع صناعة الهاتف الذكي في سياق العلاقات الدولية لا تهدف لإحصاء الأداء الاقتصادي وتقدم الابتكار التي وصلت إليه هذه الشركات. ومع ذلك، فمن المهم أن نفهم كيف تؤثر التغيرات السريعة والمكثفة للقطاع على مجتمعنا بعمق. في الواقع، فإن الهاتف الذكي ليس مجرد أداة للاتصال. يمثل في المقام الأول رمزا للنجاح الاجتماعي، كما يتضح من نجاح أول أجهزة بلاك بيري Blackberry التي امتلكها رجال الأعمال. ولكن أسلوب حياة الطبقة العليا سينتشر عاجلا أم آجلا بين شرائح المجتمع الأخرى، كما يساهم انخفاض أسعار المنتجات الالكترونيات الاستهلاكية في تعميم الهاتف الذكي. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الشبكات الاجتماعية والتطبيقات على صياغة طلب جديد لأن المستخدمين ا بحاجة اليوم إلى الترابط باستمرار مع العالم الخارجي.
تتميز السوق العالمية للهواتف الذكية باحتكار عدد قليل من الشركات عبر الوطنية. هذا راجع لصعوبة دخولها دون عدد كبير من براءات الاختراع والموارد القانونية. تنظم المنافسة من خلال نشر نتائج المبيعات الفصلية على شكل حصص السوق. بما أن السوق العالمية في توسع مستمر، يجبر الأطراف على دخول أسواق جديدة لتفادي تراجع مكاسبها وانخفاض قيمها السوقية بسرعة. كما تجدر الإشارة إلى أن معدل حياة منتجات تكنولوجيا المعلومات في انخفاض مستمر، في حين أن تكلفة الاستثمار في البحث والتطوير في ازدياد. لذلك تعاني للشركات التي تشهد صعوبات في للخروج من هذه الحلقة المفرغة في حين تستفيد الشركات المهيمنة لتعزيز مبيعاتها. ولهذا السبب، فإن المفوضية الأوروبية تذكر سامسونج بضرورة التنازل عن بعض ترخيصات براءات الاختراع التي تعتبر معايير أساسية للصناعة. ولكن براءات الاختراع التي تشهد صراع شركة آبل وسامسونج لا تؤثر على وظائف الأجهزة. هذا ما يفسر لماذا تجد سامسونج نفسها في كثير من الأحيان أمام المحاكم.
إذا كانت هجمات مصنعي الهواتف الذكية القضائية لا تزال شديدة، تجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعات تتفاوض باستمرار خارج المحاكم. في نوفمبر 2012، تفاجأ الجميع على سبيل المثال باتفاق بين أبل و أش تي سي HTC أدى إلى وضع حد للإجراءات القانونية المفتوحة منذ مارس 2010 وترخيص لمدة عشر سنوات يمكنهما من تشارك براءات الاختراع الحالية والمستقبلية. في الواقع، لم تبقى الشركة التايوانية المتأثرة بالمحاكمات هدفا لأبل. بعد أن كانت أش تي سي شريكا لغوغل ومايكروسوفت لفترة طويلة، تمثل هذه الشركة اليوم حليفا ظرفيا لأبل.
من الواضح أن حرب براءات الاختراع بين سامسونج و أبل سوف تستمر ما دامت هذه الشركات تهيمن على السوق. ومن جهة أخرى، لا يكمن التحدي الحقيقي في براءات الاختراع بل في الاستراتيجيات التجارية للشركات المصنعة للهواتف الذكية وفي غياب تحكيم على مستوى العالمي.
المراجع
Commission européenne, « Abus de position dominante: la Commission adresse une communication des griefs à Samsung pour utilisation abusive possible de brevets essentiels liés à une norme de téléphonie mobile », Communiqué de presse, 21 déc. 2012, à l’adresse web : http://europa.eu/rapid/press-release_IP-12-1448_fr.htm, 28 déc. 2012
Elias Norbert, La Dynamique de l’Occident, trad., Paris, 1975
Le Monde, « Samsung condamné à verser plus d’un milliard de dollars à Apple », 25 août 2012, à l’adresse web: http://www.lemonde.fr/technologies/article/2012/08/25/guerre-des-brevets-apple-remporte-une-victoire-ecrasante-contre-samsung_175 0814_651865.html, 28 déc. 2012
Mauss Marcel, Techniques, technologies et civilisation, Paris, PUF, 2012
Musso Pierre, Les Télécommunications, Paris, La Découverte, 2008. Coll. Repères
Roseau James N., Sign J. P. (Ed.), Informations Technologies and Global Politics, The Changing Scope of Power and Governance, Albany, State University of New York Press, 2002
Strange Susan, The Retreat of the State. The Diffusion of Power in the World Economy, Cambridge, Cambridge University Press, 1996