PAC 103 – التخريب العبر الوطني للمخبرين ولاء إدوارد سنودن ، قضية نموذجية

مقال: أدريان شرقي Adrien Cherqui

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°103

SnowdenSource: Flickr

وفقا لملفات وكالة الأمن القومي التي كشف عنها إدوارد سنودن في شهر جويلية 2013، تم اعتراض أكثر من ملياري رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية الصادرة من البرازيل من قبل الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عشر سنوات. في الواقع، يعتبر هذا البلد من الأهداف الرئيسية لبرنامج أداة التخطيط لتكامل الموارد ،والتزامن، والإدارة (بريسم) إلى جانب روسيا والصين وإيران وباكستان.
نشر في 17 ديسمبر 2013 المبلٌغ إدوارد سنودن رسالة مفتوحة في صحيفة فولها دي ساو باولو موجهة إلى ” الشعب البرازيلي ” أين أعلن استعداده “للمساهمة ” في تحقيقات مجلس الشيوخ. ولكن أشار اللاجئ في روسيا منذ 31 يوليو 2013 إلى أن ” حكومة الولايات المتحدة سوف تتدخل في قدرته على التعبير إلى أن يعطيه بلد حق اللجوء السياسي الدائم”.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

يستفيد المخبرون من تغطية إعلامية لم يسبق لها مثيل منذ كشف موقع ويكيليكس. كشفت هذه المجموعة عن العديد من المعلومات متأثرة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 19 ) والدعوة لحماية حرية التعبير. نشرت المنظمة في عام 2010 ما يقرب من 400 ألف وثيقة سرية حول الحرب في العراق، وأكثر 90 ألف سجل حرب المتمثلة في تقارير سرية عن العمليات العسكرية الأمريكية المنظمة من طرف حلف الناتو في أفغانستان. كما أنها نشرت 250 ألف برقية دبلوماسية لوزارة الخارجية. كان مصدر هذه التسريبات الجندي الامريكي برادلي مانينغ الذي أدين بخمسة وثلاثين عاما سجنا.
يمثل عام 2013 نقطة تحول بالنسبة للإدارة الأمريكية. كشف في الواقع المحلل السابق لوكالة الأمن القومي إدوارد سنودن عن العديد من برامج المراقبة الشاملة التي تسيطر عليها هذه الوكالة مثل XKeyscore أو بريسم والتي مكنت من جمع البيانات المختلفة. بعد هذه الفضائح، قال مارتن شولتز، رئيس البرلمان الأوروبي أن هذا الوضع” من شأنه أن يتداخل بشكل كبير مع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “. لقد تم التجسس على العديد من الشركاء للقوة الأميركية مثل فرنسا وألمانيا والصين من قبل وكالة الأمن القومي، المنظمة المسؤولة عن إشارات الاستخبارات. نذكر على سبيل المثال أن هاتف أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية الحالية، قد كان موضوع هذا التجسس.
أصدر خبير عينه البيت الأبيض تقريرا قدمه في 13 ديسمبر 2013 بنصح بأن تغير وكالة الأمن القومي ممارساته للمراقبة أمام الانتقادات الواسعة التي واجهتها. من بين التوصيات 46 الواردة في هذه الوثيقة، يدعو الخبراء لتحسين التعاون بين الولايات المتحدة و ” الحلفاء المقربين ” قبل المتابعة إلى أن ” بعض السلطات التي تم إنشاؤها أو تطويرها في أعقاب 11 سبتمبر تضحي من دون مبرر بمصالح الحريات الأساسية الفردية والخصوصية و الحكم الديمقراطي”.

الإطار النظري

1. خرق السرية كوسيلة للنشاط. لا تزال السرية في قلب العلاقات بين الدول منظمة التفاعلات بين الوحدات السياسية المختلفة. إن إخفاء المعلومات هو ما يعطيها أهميتها. من خلال المس باحتكار الدولة على هذه المعلومات و عن طريق نشرها مجانا من خلال شبكة الإنترنت، من خلال العديد من وسائل الإعلام، خلق المخبرون اليوم إجراءات قوية ومبتكرة من شأنها تسجيل بشكل ملحوظ نزاعهم داخل الفضاء العام.

2. الشفافية كعنصر جديد مشكل للولاء. يستند العمل الرمزي لمروجي البيانات السرية إلى شرط مطلق لشفافية السلوك الدبلوماسي للحكومات الديمقراطيات. ولكن هذه المبدأ الأساسي لإيديولوجيتهم يؤدي إلى انتقاد أنظمة الولاء السائدة.

تحليل

يمكن أن يظهر الكشف العالمي لإدوارد سنودن كظاهرة مدهشة. ومع ذلك فإنها تتوافق بدلا من ذلك مع حركة عميقة ولا رجعة فيها. يتدخل في الواقع الأفراد اليوم في الشؤون الدولية منافسين بذلك في بعض الأحيان مباشرة الدول. تميز هؤلاء اللاعبين الجدد منذ قضية ويكيليكس من خلال الكشف عن الكثير من المعلومات. بتطويرهم لشكل جديد من أشكال الاحتجاج، أصبح كل من جوليان أسانج، برادلي مانينغ وإدوارد سنودن رموزا لحرية التعبير.
تنتقد وسيلة نشاط عمل المخبرين سلطة الدولة بانتهاكهم لاحتكار الولايات المتحدة لبياناتها السرية. تكشف هذه المعلومات الخاصة عن عالم يعاني من الاضطرابات الناتجة عن الصراع بين الدول و شبكات الأفراد التي تمثل قوى كامنة حقيقية وتشكل قوة جديدة مبنية على المعرفة و السيطرة على المعلومات. وصف هذه الظاهرة جوزيف ناي بمفهوم القوة الرقمية أوبعبارة أخرى، فإنه يشير إلى القدرة على توظيف بعض الأفراد للفضاء الإلكتروني من أجل استخدام أدواته الخاصة. يتمركز هؤلاء الأفراد الموهوبين ضد السلطة متدخلين في العلاقات بين الدول. نذكر على سبيل المثال أن عملية المفاوضات بشأن التجارة الحرة في الأطلسي كان مهددة. وبالمثل بعد كشف إدوارد سنودن، ألغى رئيس البرازيل ديلما روسيف زيارة رسمية إلى واشنطن، كما أدان التجسس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تنطوي دراسة السرية بالضرورة على ربطها مع مفهوم الولاء. يجدر بنا في هذا الصدد التأكيد على الأوجه المشتركة التي تجمع برادلي مانينغ وإدوارد سنودن : كان الأول المحلل العسكري في حين عمل الثاني على التوالي لصالح وكالة الاستخبارات المركزية و وكالة الامن القومي. يعمل كلاهما لصالح حكومة الولايات المتحدة. كما لم يحترموا التزاماتهم الاحتياطي والسرية لمؤسساتهم. ومع ذلك، ظلوا أوفياء لمبادئهم وأسس الشفافية. يستجيب هذا العصيان المدني لنظام المرجعية يجعل غير قابل لتنفيذ الولاء الذي أبدوهم في السابق لدولهم. يسلط هذا الشكل من الاحتجاج الضوء على حقيقة أن هؤلاء الأفراد قد أصبحوا بالفعل ” جهات فاعلة خارج السيادة ” قادرة على انتقاد السلطة العامة. نشهد بعبارة أخرى تنظيما جديدا من الولاءات بدلا من غيابها. نحن نتعامل في الواقع مع تضارب في الولاءات. يبقى نشاط المبلغين منسجما مع قيمهم على الرغم من تجاهلهم لوظائفهم الأولية كمحللين في خدمة الجهات الحكومية و الجيش و انشقاقهم منها. يتم بهذه الطريقة انتقاد نظم الولاء للدولة عن طريق رفض أي غموض وأي إفلات من العقاب للحكومات. هذا يبين لنا كيف تجاوز المخبرون و عارضوا الإطار البسيط للدولة. إنهم يسجلون قبل كل شيء أنشطتهم في إطار المجتمع المدني العالمي الذي تم تنظيم هذا النموذج من الحركة الاحتجاجية عبر الوطنية في قلبه. لقد تنظمت في هذا الإطار تكوينات جديدة من الجهات الفاعلة للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية و مجانية استعمال الإنترنت، مما يشجعها في نفس الوقت على انتقاد كل التجاوزات الاستبدادية للأنظمة الديمقراطية. وهكذا نلاحظ اليوم ترابطا قويا بين هؤلاء الفاعلين ووسائل الإعلام مثل جريدة الجارديان و نيويورك تايمز، لوموند، دير شبيغل، البايس أو الصحافي غلين غرينوالد، وهم مجموعة من اللاعبين الذين يملكون الموارد اللازمة لتحليل وتنظيم و نشر هذه التسريبات.

المراجع

Alastdair Roberts, « WikiLeaks : L’illusion de transparence », Revue Internationale des Sciences Administratives, 78 (1), 2012, p. 123-140.
Dewerpe Alain, Espion : Une anthropologie historique du secret d’État contemporain, Paris, Gallimard, 1994. Coll. Bibliothèques des Histoires
Gomart Thomas, « Écrire l’histoire des relations internationales après WikiLeaks », Revue des deux mondes, mai 2011, p. 83-94
Hayes Graeme, Ollitrault Sylvie, La désobéissance civile, Paris, Presses de Sciences Po, 2013. Coll. Contester
Laroche Josepha (Éds.), La Loyauté dans les relations internationales, 2e éd., Paris, L’Harmattan, 2011. Coll. Chaos International
Laroche Josepha, « La désacralisation du monopole diplomatique des États », in : Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible de la scène mondiale 2011, Paris, L’Harmattan, 2012, pp. 35-38
Rosenau James N., Turbulence in World Politics: a Theory of Change and Continuity, Princeton, Princeton University Press, 1990
Simmel Georg, Secret et sociétés secrètes, [1908], trad., Paris, Circé, 1998

PAC 102 – مقاطعة المنظمات غير الحكومية كدبلوماسية هجومية مؤتمر وارسو حول ظاهرة الاحتباس الحراري

مقال: وايتينغ شاو Weiting Chao

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°102

COP19Source: Chaos International

عقدت في وارسو في الفترة من 11 نوفمبر إلى 23 نوفمبر 2013 الدورة 19لمؤتمر الأطراف (COP 19) في)اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية(والدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف المقامة في اجتماع الأطراف في بروتوكول كيوتو . (CMP9) للمرة الأولى في التاريخ، وعشية إغلاقه الرسمية، قاطعت المنظمات الغير الحكومية للبيئية المؤتمر حول المناخ.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

تم إنشاء اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية من قبل 153 دولة، بعد عقد المؤتمر العالمي في ريو عام 1992. حيث رسخ مبدأ المسؤولية المشتركة والخاصة في احترام القانون. ُسجل نشاط مكثف للمنظمات الغير حكومية خلال فعاليات المؤتمر، لاحظنا النشاط المكثف للمنظمات غير الحكومية وقد سعى العديد منهم إلى التأثير بشكل مباشر على القرارات الحكومية. في عام 1997، وقعت الدول على بروتوكول كيوتو على أساس اشغال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية. تمثل هذه الوثيقة حتى الآن الاتفاق العالمي الوحيد الذي يفرض التزامات صارمة على الدول الصناعية. ومع ذلك، في عام 2001، في حديث حول تنمية للاقتصاد الأمريكي، رفضت الولايات المتحدة التصديق عليه . بعد توقيع روسيا، دخلت المعاهدة حيز التنفيذ في عام 2005 و انتهت صلاحيتها في31 ديسمبر 2012. وأثيرت فترة ما بعد كيوتو في عام 2005 ، (خلال مؤتمر باليCOP 13, 2007)،اعتمدت الدول الموقعة خارطة طريق التي ينبغي عليهم وضع اللمسات الأخيرة عليها في كوبنهاغن سنة 2009. ومع ذلك ، لم يسجل أي تقدم ملموس . خلال مؤتمر ديربان في عام 2010، تم إنشاء هيئة فرعية : فريق العمل لهذا الغرض، وهو جزء من منصة ديربان لتعزيز الجهود، هذه الهيئة تتمثل مهمتها في تحضير وثيقة أخرى . خلال نفس الفترة، تم إطلاق آلية مالية من اجل المناخ سميت بالصندوق الأخضر. حيث يجب تحقيق نقل الموارد من الأكثر تقدما إلى البلدان الأكثر ضعفا. تم تأجيل اعتماد اتفاق عالمي بشأن هذه القضية إلى عام 2015، مع إدخاله حيز التنفيذ في عام 2020. ومع ذلك ، في عام 2012 ، لم تسفر المفاوضات في الدوحة سوى على تمديد بسيط من بروتوكول كيوتو حتى عام 2020.
في عام 2013 ، قبل انعقاد المؤتمر بوقت قصير ، أكدت الدول الصناعية انهم لن يشاركوا في موجة ثانية للحد منCO2، بموجب بروتوكول جديد لكيثو. تبعا لهذا المنطق، على سبيل المثال أستراليا ينبغي عليها التخلي عن نظامها الضريبي للكربون. اما بالنسبة لليابان ، فقد أعلن أنه بسبب حادث فوكوشيما ، انبعاثات CO2 من شأنها أن تزيد بنسبة 3.8 ٪ بحلول عام 2020، على الرغم من أنه قد وعد في السابق للحد منها بنسبة 25 ٪ .حاول كل من الولايات المتحدة ،استراليا و كندا خلال المفاوضات تعديل مبدأ المسؤولية المشتركة، بتغيير التزامات الدول فيما يتعلق باحترام العدل و اطار المعاهدة. علاوة على ذلك، عارضوا بشدة على إنشاء آلية قائمة على الخسائر والأضرار. وقد أدى هذا الموقف بدول مجموعة ال 77 ( G77 ) ، بما في ذلك الصين، الى مغادرة المفاوضات. أخيرا ،هذه المفاوضات أتضح عقمها و عدم فعاليتها، قررت المنظمات الغير الحكومية مثل منظمة أوكسفام، والسلام الأخضر أو الصندوق العالمي للطبيعة (WWF ) مغادرة مؤتمر المناخ ، في الخميس 21 نوفمبر، أي عشية إغلاقه الرسمي .

الإطار النظري

1. الدول التي يهيمن عليها منطق السوق. تفاقمت المواجهة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية ويرجع ذلك إلى تعديل مبدأ المسؤولية المشتركة والنقص العام في الموارد المالية. حاليا، يبدو أن الدول تهيمن عليها بنية منطقية- بنية السوق- التي تقسمهم وتدمرهم و بالتالي ايضا كل امل في التوصل إلى اتفاق طموح بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري.
2. الضغط الجماعي للمنظمات الغير حكومية المقاطعة هي جزء من أشكال الدبلوماسية الغير حكومية. هو جزء من ذخيرة من المنظمات غير الحكومية للعمل الجماعي.في هذه الحالة، يتمثل في الضغط على عملية صنع القرار للدول، من دون الرضوخ عن أي من الأهداف النهائية. إنها استراتيجية مشابهة للعبة محصلتها صفر)شيلينج.(

تحليل

ان الصراع بين البلدان المتقدمة والنامية اصبح جليا و يبين بشكل واضح الصعوبات التي تواجه التعاون بين الدول. كما يشير ايضا إلى انعدام الثقة بين الدول ويرجع ذلك إلى عدم الفعالية في تمويل صندوق الأخضر للمناخ.في كوبنهاغن، على الرغم من أن الدول النامية وعدوا بالحصول على 100 مليار دولار أمريكي (8،73 مليار اورو) سنويا بحلول عام 2020 ، و يبقى انتظار تحقيق تقدم بشأن المساعدات المالية التي وعدت بها الدول الصناعية لدول الجنوب حتى يتمكنوا من التعامل مع الكوارث المناخية. في الفترة ما بين 2010 و 2012 ، تم دفع 30 مليار،لكن مند ذلك لم تعد الدول النامية تملك أي تأمين للسنوات القادمة. بعبارة أخرى، قلة رؤوس الاموال، ولم يعد هنالك تعاون حقيقي بين الجهات الحكومية، مما يزيد في توتر المفاوضات. بالإضافة إلى ذلك، الدول لم تعد قادرة على السيطرة على وتيرة الإنتاج، و الآن التبادلات توجه بشكل قليل .في الواقع، حكومات البلدان الصناعية سيروا حصريا من قبل مصالح الشركات الكبرى للطاقة الأحفورية أو من قبل شركات التأمين. ايضا ، آليات السوق مثل سوق الكربون و MDP ( آلية التنمية النظيفة ) ، مستوحين القوانين الاساسية الجديدة التي تهدف للتقليل من انبعاثات الكربون. الاستثمارات المستقبلية الرئيسية التالية التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون. ومن المفارقات ،ان الاستثمارات الكبيرة و المصالح التجارية هم الذين سمحوا باستمرارية المفاوضات.
من اجل القدرة على التطور في مجال معين، اكتسبت المنظمات البيئية الغير حكومية خبرة ولعبت دورا اساسيا، في الاعمال الخاصة بالتغيرات المناخية.قدموا اقتراحات و نصائح تقنية خلال المؤتمر، كما ان بعض اقتراحاتهم أثرت بشدة على بروتوكول كيوتو. في الواقع، فإنها حشدت قدراتها على إنتاج دراسات علمية فرضت نفسها في المجال. وبنفس الطريقة، فقد اكتسبوا خبرة ميدانية، قديمة و متعمقة من اجل توجيه النصوص القانونية. أخيرا ، لقد نجحوا في المشاركة في التحالفات العالمية بما في ذلك الحكومات و الشركات ومؤسسات القطاع المعني سعيا للتأثير على طريقة السير العام . وبالتالي، فإن حجم المساعدات التي تقدمها المنظمات غير الحكومية للتطور التكنولوجي في البلدان الأقل نموا (PMA) او الدول الصغيرة المعزولة التي تكون في طريق النمو ، قد ارتفع منذ عام 1997. في بعض الحالات، قدرتهم على التعبئة الاحتجاجية، تمنحهم دورا هاما، و تعتبر كجهاز لكشف الاستياء أو عدم الرضا.
هذه المقاطعة تمثل ضغط دبلوماسي التي من شانه تعويض وضعهم كمتعاملين غير حكوميين. هذا الفعل، يزيد الضغط على الأمم المتحدة، التي تخشى فقدان مصداقيتها، أيضا حول بولندا، البلد المضيف. من ناحية أخرى ،ابدت المنظمات الغير الحكومية عن قلقها إزاء الافتقار في سياسة التحكم فيما يخص المناخ. ان رفضهم لحضور المؤتمر يمثل رمز واضح: بالانسحاب من المفاوضات التي لم تعطي الاولية لمصلحة مواطني العالم حيث كانت في مصلحة الشركات الكبرى، قاموا بمعركة رمزية على الصعيد العالمي. في حين ارتفاع الضغوط البيئية ،على المندوبين الحكوميين- في اجتماعهم المقبل – اعطاء مجالا أكبر لاقتراحاتهم ، اذا ارادوا الحصول على اتفاق هام لعام 2020.

المراجع

Corell Elisabeth, Michele M. Betsill, « A comparative look at NGO Influence in International Environmental Negotiations: Desertification and Climate Change », Global enviromental Policy, MIT press, Nov 2001(4), pp. 86-107
Chao Weiting, « Le triomphe dommageable des passager clandestins. La conférence de Doha », in : Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2012,Paris, L’Harmattan, 2013, pp. 111-115
Esteves Olivier, Une Histoire populaire du boycott (1880-2005), Paris, L’Harmattan, 2006
Schelling Thomas, The Strategy of Conflict, Harvard University Press, Cambridge, 1960. York, 1963
Strange Susan, Le Retrait de l’État. La dispersion du pouvoir dans l’économie mondiale, trad., Paris, Temps présent, 1996

PAC 101 – تعامل أفغانستان مع تجارة المواد الأفيونية عبر الوطنية التحليل المقلق لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات و الجريمة

مقال: ميكائيل كوزان Michaël Cousin

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°101

Pixabay

أصدر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات و الجريمة يوم 13 نوفمبر عام 2013 تقريرا حول دولة أفغانستان، أكبر منتج للخشخاش في العالم. رغم أن هذه النبتة معروفة لخصائصها العلاجية عند تحويلها إلى مورفين، إلا أنها تصبح مضرة عند تحويلها إلى مادة الأفيون أو الهيروين. نذكر أن 90 ٪ من بيع هذه النبتة الخشخاشية تأتي من هذا البلد الذي يشهد حربا.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

حذرت وكالة الأمم المتحدة لعدة سنوات دوليا حول مخاطر زراعة الخشخاش في هذه الدولة. عند وصول القوات الغربية في عام 2001، انخفض استغلال الأراضي لهذا الغرض بشكل حاد من 82 ألف هكتار إلى 8000 هكتار. ومع ذلك، ازدادت المساحة المستغلة باستمرار لتصل إلى ما يقرب 209 ألف هكتار في عام 2013، في حين كان المتوسط في الفترة بين عامي 1994 و 2000 يدور حول حوالي 68150 هكتار.
يشير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات و الجريمة إلى عدة عوامل تفسر هذا النمو. هذا راجع لنمو الطلب العالمي على المواد الأفيونية إضافة إلى جاذبية سعر الشراء. يتلقى المزارعون الأفغان حوالي 160-203 دولار لكل كيلو من الأفيون وفقا لوضعها – الطازجة أو المجففة – في الوقت الذي لم يتجاوز فيه سعر القمح 0.41 دولار أمريكي للكيلو الواحد. علاوة على هذه المساهمة المالية، يوفر تجار المخدرات نوعا من الأمن المالي للمزارعين الذين يستفيدون من ثمن محاصيلهم حتى قبل الحصاد.
لا يتلقى في واقع الأمر أمراء الحرب أكثر من 10 إلى 15 ٪ من إيرادات المخدرات مما ينفي كونهم أطراف هذه التجارة بمفردهم. على الرغم من تطبيق الحكومة الأفغانية سياسات لمكافحة زراعة الخشخاش – تدمير الأراضي والمنتجات – يبدو ارتباط 60 ٪ من الأطراف بهذه السوق. ويؤكد مكتب الأمم المتحدة أيضا على تعدد الجماعات العرقية المعنية : نذكر دور الهزارة والطاجيك و البشتون على سبيل المثال.
علاوة على ذلك، تعتبر أفغانستان اليوم كأحد أكبر مستهلكي الأفيون والهيروين. اشترى في عام 2009 نحو 1.6 مليون أفغاني هذه المواد (من بين 35 مليون نسمة) منها حوالي 120 ألف مستهلك للهيروين عن طريق الوريد. ومع ذلك ، لا تسمح في السياق الحالي الظروف السياسية و الصحية لمستهلكي الهيروين بالحصول على معلومات موثوقة و معدات معقمة. تمثل هذه الحقن ناقلات خطيرة لفيروس نقص المناعة البشرية – اضافة إلى التهاب الكبد الفيروسي – حيث ينتشر الوباء الفيروسي باستمرار مع تضاعف عدد المستهلكين في كل عام.

الإطار النظري

1. الدولة الشبح. أظهر ويليام رينو مع مفهوم الدولة الشبح المستوحى من مفهوم سياسة البطن أن الأسواق غير المشروعة تتطور عندما تضعف سلطة الدولة. تبحث النخبة السياسية في ظل غياب استقلال مالي في نطاق العولمة عن فرص جديدة. إنها تسعى إلى السيطرة على بعض الموارد و القطاعات غير القانونية ( الماس والخشب و الأسلحة والعاج والمخدرات ) والسماح لها بالحفاظ على سلطتها على البلاد.
2. النظام المؤسسي. يمكن ادراك مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات عن طريق نظامه المؤسسي. نشير في هذه الحالة إلى نظامه للقيم و السلوكات الذي يجب أن يتبناه أعضاءه و الامتثال له مع السعي لتحقيق الأهداف التي وضعت من قبل قادته.

تحليل

بعد إزالة الملا عمر و فقدان وظائفه التنظيمية، شكلت حكومة جورج بوش و حلفائه الغربيين في أفغانستان جمهورية إسلامية وديمقراطية. ومع ذلك لا تعمل هذه الدولة الجديدة كما خططت له الادارة الامريكية. من ناحية أخرى، رافقت الانتخابات الرئاسية لعام 2009 العديد من المشاكل مثل العنف، الاقبال المنخفض و العديد من حالات تزوير الانتخابات. كما لا يزال النظام الاجتماعي والاقتصادي غير منظم والأمن الوطني الأفغاني غير مضمونا إلى يومنا هذا.
هذا هو سبب حفاظ محكمة أوباما – التي غادرت العراق في عام 2011 – على وجودها في أفغانستان. تتفاوض في هذا الوفت كابول مع واشنطن لكي يوفر البنتاغون الأمان لسنة أخرى. ومع ذلك، تبقى الحكومة الأفغانية في عام 2015 دون موارد لتمويل قواتها الأمنية في ظل غياب اقتصاد منظم. باستثناء المشاريع الكبرى مثل الطريق الجديدة للحرير أو خطوط الأنابيب، يعتزم البيت الأبيض فك الإرتباط دون اقتراح حلول محلية أكثر جاذبية من تجارة الخشخاش.
يؤكد تقرير مكتب الأمم المتحدة على هذا النقص مثل بعض المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأفغانية. تتقاسم هذه المنظمات نفس التحليل الاقتصادي إلا أنها لا تتبنى نفس الطريق للعناية الطبية من الأضرار الصحية التي تسببها المخدرات. يعتمد بالتالي خط أو معيار مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات و الجريمة على توفير رعاية للمدمنين قائمة على مجموعة من العلاجات المثبتة علميا. تجدر الإشارة إلى أن كل الأدوية التي تقدمها هذه الوكالة ضد الهيروين ذات فعالية محدودة. أوصت في المقابل منظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الوطنية بعلاج يعتمد على الميثادون. رغم تصنيف هذه المادة كمنتوج أفيوني إلا أنها لا تستخرج من نبتة أفيونية. إن هذا الجزيء في الواقع مستمد من التركيب الكيميائي و يبتلع شفويا – كسائل أو كبسولة – أو عن طريق الشرج. مما يعمل على تجنب خطر التلوث عن طريق الدم. وعلاوة على ذلك، فإن لديها فعالية دوائية أطول من الهيروين مما يعمل على استقرار المستهلك بسهولة أكثر.
رغم اعتراف العلماء بفضائل الميثادون، فإنهم يختلفون في تقييم تأثيرها العلاجي في الوقت الذي أظهرت فيه الدول الغربية التي تستخدمها حتى الآن نتائج واعدة. وبعبارة أخرى، لم يتم بعد إثبات فعالية هذا البديل علميا. يتردد مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات و الجريمة المقيد بمعاييره في تبني الموقف الأرجح مما يضر بصحة الأفغان.

المراجع

UNODC, « Afghanistan: Opium Survey 2013, Summary findings », 2013, http://www.unodc.org/documents/cropmonitoring/Afghanistan/Afghan_report_Summary_Findings_2013.pdf
Médecins du Monde, « Guerre à la drogue ou guerre aux drogués : le quotidien des usagers de drogues afghans », 2013, http://www.medecinsdumonde.org/A-l-international/Afghanistan
Briquet Jean-Louis, Favarel-Garrigues (Éds.), Milieux criminels et pouvoir politique. Les ressorts illicites de l’État, Paris, Karthala, 2008, Coll. Recherches Internationales
Lagroye Jacques, Offerlé Michel (Éds.), Sociologie de l’institution, Paris, Belin, 2010

Traité de relations internationales Thierry Balzacq, Frédéric Ramel Éds, Paris, Presses de Sc. Po

جمع المسؤول عن هذا المنشور نحو ستين مساهما للتغلب على فراغ صارخ. لا يوجد في الواقع هناك حتى الآن في العالم الفرنكوفوني أي مرجع على قدر من الجودة للتعامل مع العلاقات الدولية. لذلك يمثل هذا الكتاب عملا طموحا و شاملا.
يعطي هؤلاء الكتاب لمحة شاملة عن هذا الاختصاص الأكاديمي من المعرفة رافضين بذلك بحق التخلي عنه لصالح المدرسة الأنجلو سكسونية التي تهيمن عليه منذ أكثر من قرن. بموازنته بين المعرفة العلمية و البساطة، يسلط الكتاب الضوء على مجالات متعددة للبحث ويحلل مختلف المجالات المكونة للعلاقات الدولية، كما يهتم بنشر المعرفة معتمدا على الخبرات والبيداغوجية .
يبدو هذا المرجع يبدو أن أداة أساسية لجمهور واسع من الطلبة والباحثين والسياسيين و الدبلوماسيين، ناهيك عن الرجل العادي الذي يجد فيه مادة للتفكير في العالم.

Thierry Balzacq, Frédéric Ramel (Éds.) Traité de relations internationales, Paris, Presses de Sc. Po, 2013, 1228 p. Outre, les articles, l’ouvrage comprend également des cartes, des encadrés, des graphiques et des tableaux et un index.

PAC 100 – تنازلات متبادلة من أجل شكوك مشتركة الاتفاق المؤقت بشأن النووي الإيراني،24 نوفمبر 2013

مقال: جوزيفا لاروش Josepha Laroche

ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n°100

Nucléaire iranienSource : Wikipedia

بعد عشر سنوات من الإخفاقات المتتالية ، تم التوقيع على اتفاق مؤقت على النووي الإيراني في جنيف يوم 24 نوفمبر 2013 بين إيران – في شخص محمد جواد ظريف – و ممثلي مجموعة 5 +1 ، وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ( الصين والولايات المتحدة و فرنسا وبريطانيا و روسيا) والمانيا. هذه الوثيقة تتضمن فترة ستة أشهر قابلة للتجديد قبل إجراء المفاوضات النهائية. في الوقت الراهن ، اتفق الطرفان على تباطؤ كبير في برنامج ايران النووي ومن الثابت أن تخصيبها لليورانيوم سوف لا يتجاوز 5 ٪ ، و هذا من اجل إبعاد شبح الأسلحة النووية. أما بالنسبة للمخزون التي تم تخصيبها بنسبة 20% – قريبة من المستوى العسكري- فيجب تدميرها. ، لا يجب أخيرا وضع أجهزة الطرد المركزي الجديدة في الخدمة وأيضا، سيكون من الضروري لوقف الأعمال الجارية المتعلقة بمفاعل لماء ثقيل. في مقابل هذا المجموعة من الالزامات، إيران يحصل على الرفع الجزئي للعقوبات التي سلطت عليها حتى الآن . البلد على سبيل المثال يكون قادر للوصول إلى اموال لا يتمكن من الوصول إليها سابقا ،تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار. ومع ذلك ، فإن معظم جهاز الحصار لا يزال في مكانه وبصفة خاصة الإجراءات المتعلقة بتصدير النفط والتحويلات المالية من إيران. في حين أن هذا الاتفاق هو خطوة أولى نحو تخفيف حدة التوتر، لكنها تبقى قابلة للتغير.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

دخلت معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي تم التوقيع عليها في 1 يوليو 1968 حيز النفاذ في 5 مارس 1970 بعد مصادقة الدول المالكة لها ( الولايات المتحدة الأمريكية ، المملكة المتحدة، الاتحاد السوفياتي اضافة الى توقيع أربعين دولة آخرى، بما في ذلك إيران التي وقعت و صادقت على المعاهدة مند عام 1970. قامت المعاهدة على التمييز بين الدول المستفيدة من السلاح النووي التي فجرت جهاز نووي قبل 1 يناير 1967 و الدول الغير مستفيدة من أسلحة نووية. وحدد TNP أن الاوائل (الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتي ، المملكة المتحدة) بتوقيعها ستحرص ان لا تساعد دولة أخرى لامتلاك أسلحة نووية. اما الدول الغير نووية، تتخلى عن تصنيع وعن محاولة امتلاك النووي. في الجهة المقابلة الملقبون ” بالنادي النووي ” تضمن لهم سهولة للحصول على التكنولوجيا النووية المدنية ،على أساس غير تمييزي(المادة 4 و 5). بعبارة أخرى ، فإن هذه الأحكام السارية المفعول حتى الان ، تهدف أساسا إلى خفض احتواء الانتشار الأفقي أي انتشار الأسلحة النووية في العالم.
منذ ذلك الحين، وفقا للمادة الثالثة من معاهدة حظر الانتشار النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية المسؤولة عن مراقبة الاستخدام السلمي للمواد النووية من قبل الأطراف الغير النووية. لتحقيق ذلك، وقعت اتفاقيات ضمان مع كل طرف منهم لتتمكن من التحقق من احترام التزاماتهم. كما تم وضع برنامج معزز لضمانات الوكالة والمعروفة باسم ” 93 + 2 ” لزيادة مدى و دقة ضوابطها . و الهدف من ذلك هو ضمان فعالية أكبر لسير عدم الانتشار النووي.
دائما طرف من المعاهدة ، يجب أن تمتثل إيران الآن إلى جميع متطلباتها. حيث على مدى السنوات العشر الماضية، اشتبهت هذا البلد في المشاركة في عمليات غير قانونية لتطوير أسلحة نووية. لذلك، تضاعفت المفاوضات ، وسرعان ما تبعها سلسلة من العقوبات التي من شأنها أن تنتهي الآن .

الإطار النظري

1. البعد الحضاري للعقوبات تنتمي عناصر من مكونات القانون الدولي العام، تنتمي إلى الترسانة القمعية التي وضعت حيز التنفيذ من طرف الدول خلال القرون الماضية. الغرض منها هو منع الحروب، و ذلك بإدانة أي طرف ينتهك القواعد الدولية باستمرار. تمكنت بهذا الجهات الفاعلة الحكومية من اضفاء طابع متحضر على تدخلاها عن طريق تطبيق بفعالية تأطير دبلوماسي فعال للعنف الحربي.
2. الحدود الرادعة للدبلوماسية القسرية. تبقى هذه الدبلوماسية القسرية الأكثر غموضا من الاستراتيجية العسكرية عملية حساسة جدا. بالتأكيد، انها تهدف الى التأثير على المفاوضات في الاتجاه المطلوب، مع تجنب الخسائر البشرية والمادية الناتج عن صراع تقليدي. ولكنها تفرض بالضرورة قبول مجموعة من عدم اليقين ،الكامنة في لعبة التفاعلات الاستراتيجية من الجهات الفاعلة.

تحليل

أعلنت وكالة الطاقة الذرية في عام 2003 أن الموقع الايراني في ناطنز يشير ان معدلات تخصيب اليورانيوم فاقت المعاير المدنية. وفقا لذلك، طلبت الوكالة من إيران اثبات أنها لم تطور سلاحا نوويا. منذ ذلك الحين، ظهر صراع حددي متزايد الصعوبة بين طهران و الدول الحريصة على التقيد باحترام المعاهدة. بعد عدم إحراز تقدم، نقلت الوكالة في عام 2006 القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقام هذا الاخير بمعاقبة ايران بالتصويت على القرار رقم 1737 الذى يحظر بيع أي معدات أو تكنولوجيا يمكن أن تسهم في أنشطة المجالات النووية والصاروخية في ذلك البلد. هذا النص أيضا فرض انذارا. في عام 2007، اعتمد المجلس التدابير الاقتصادية الجديدة (القرار 1747) لضرب برنامجها لتخصيب اليورانيوم في نطنز. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد أخذت تدابير قمعية ضد البنوك الايرانية الرئيسية الثلاث. أخيرا، في عام 2008، تم اعتماد قيود اقتصادية وتجارية جديدة من قبل الأمم المتحدة. ابتداء من عام 2009، ضاعفت الوكالة تقاريرها التحذيرية، بينما افتتحت ايران في اصفهان أول مصنع للوقود النووي، معلنة ايضا بتثبيتها 7000 جهاز طرد مركزي. تعترف الدولة أيضا بامتلاكها لمحطة لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم. في عام 2010، في حين أن الموجة القسرية الرابعة صوتت، أشارت الوكالة إلى “مخاوف جدية بشأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي”، والتي قادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لزيادة الخناق على القطاع البنكي في إيران. تخص القرارات المتخدة ضدها قطاع الطاقة، الموجودة في الخارج، السيارات، النقل، والتجارة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يمنع الغربيين أكثر من 3000 ايراني من السفر إلى الخارج. لتطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي، مع تجنب اشتعال يمكن أن يشمل المنطقة بأسرها، هذا الحصار، خلق مع مرور الوقت، قيود الاقتصادية ارهقت بشدة التنمية في البلاد، من دون حل للصراعات. في ظل هذه الظروف، يعتقد الكثير من المراقبين أن توقيع 24 نوفمبر 2013 سيساعد على تخفيف حدة التوتر وتعزيز الأمن العالمي.
صرح رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو أن “هذا خطأ تاريخي”، هذا الاتفاق لا يتمتع بمصداقية ويتوافق فقط مع سياسة ذكية تاجيلية من خلالها ستستمر ايران في تخصيب اليورانيوم سريا لأغراض عسكرية. ونتيجة لذلك، مسؤولون اسرائيليون ينتقدون تخفيف العقوبات، محافظين على حق “الدفاع عن […] ضد أي تهديد” . القدس الغير مربوطة بهذا التنازل، تعتزم الاحتفاظ بخيار الضربات العسكرية. رغم أن هذه الفرضية تبقى خيالية في المستقبل القريب، إلا أن هذا السيناريو يمكن أن يمثل اختيارا بعد ستة أشهر في الواقع، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، مبدأ الشك سيجمع اذن جميع الاطراف المعتبرة لهذا الملف تهديدا للسلام العالمي.

المراجع

Davis Jacquelyn K., Pfaltzgraff Robert L., Anticipating a Nuclear Iran: Challenges for U.S. Security, New York, Columbia University Press, 2013
Elias Norbert, La Civilisation des mœurs, [1939], trad., Paris, Calmann-Lévy, 1973
Elias Norbert, La Dynamique de l’Occident, trad., Paris, 1975
Laroche Josepha, La Brutalisation du monde, du retrait des États à la décivilisation, Montréal, Liber, 2012.
Lindemann Thomas, Sauver la face, sauver la paix, sociologie constructiviste des crises internationales, Paris, L’Harmattan, 2010. Coll. Chaos International
Tertrais Bruno, Iran : la prochaine guerre, Paris, Le Cherche-midi, 2012